فايز سارة .. عن ” الارتباك المشترك ” في ألمانيا

تتناقض الأرقام والإحصائيات حول عدد السوريين في ألمانيا، والسبب الأساسي في التناقض هو فارق بين اللاجئين الجدد واللاجئين القدامى. وإذا كان المقصود باللاجئين الجدد الذين وصلوا إلى ألمانيا في السنوات الخمس الأخيرة، فإن أعدادهم تزيد قليلاً على 650 ألف نسمة، حسب المصادر الألمانية.

ويتوزع اللاجئون السوريون على مختلف المدن والقرى الألمانية، وإن يكن بنسب مختلفة، وهو توزع متعمد من جانب الحكومة الألمانية، هدفه كما يقول مسؤول ألماني تسريع عملية اندماج السوريين، ومنع قيام كانتونات لهم، تؤخر اندماجهم السريع عبر تعلم اللغة الألمانية وإجادتها، مما يساعدهم في الحصول على عمل، يعطيهم فرصاً أفضل للانخراط في البنية العامة للمجتمع الألماني.

ويتقاطع الهدف الألماني المعلن مع رغبات أغلبية اللاجئين في بدء حياة مستقرة، تعزز مشاركتهم في الحياة العامة، وتوفر لهم ولأولادهم مستقبلا أفضل بعد كل ما أصابهم من كوارث في السنوات الماضية على أيدي نظام الأسد وحلفائه من روس وإيرانيين، أدت بالنتيجة إلى تهجيرهم ولجوئهم إلى ألمانيا.

ورغم المشترك في هدفي الألمان واللاجئين السوريين، فإن مشكلات كثيرة تحيط بالطرفين، وتخلق صعوبات وعقبات في طريق الوصول إلى تحقيق المشترك في أهدافهما.

ولعل الأبرز في الصعوبات والعقبات على الجانب الألماني، الارتباك الواضح في السياسة الألمانية في موضوع اللاجئين السوريين خاصة، الذي يجد تعبيراته المباشرة في أمرين: الأول، التغييرات المتواصلة في القوانين الألمانية المتعلقة باللجوء والهجرة، التي تغيرت وتبدلت مراراً في السنوات الثلاث الأخيرة، والأمر الثاني الخلافات بين الجماعات السياسية وداخلها حول قضايا اللاجئين ومستقبلهم في ألمانيا، وهي خلافات أثرت على نتائج الانتخابات العامة الأخيرة، وعلى تركيب وعلاقات التحالف الحاكم، وجعلت الأطراف الأكثر تفهماً وتأييداً لسياسة إيجابية، أضعف مما كانت عليه، وإن لم تقصها عن السلطة، كما أدت تلك الصعوبات والعقبات إلى خلق تناقضات واقعية في حياة اللاجئين ومحتويات ومستويات التعامل معهم ومع مشكلاتهم في ألمانيا.

أما الأبرز في الصعوبات والعقبات لدى السوريين، فكانت أكثر لأنهم الطرف الأضعف في الثنائية الألمانية – السورية، وتظهر الصعوبات والعقبات في معطيات كثيرة لعل الأهم فيها حاجز الاندماج، وما يتصل بموضوع تعلم اللغة الألمانية، وهي لغة غير مألوفة من جانب السوريين على نحو ما هو حال الإنجليزية والفرنسية، الأمر الذي يشكل عقبة أمام متوسطي الأعمار وكبار السن، تمنع انخراطهم في سوق العمل، سواء بخبراتهم السابقة أو في موضوع اكتسابهم خبرات جديدة، لا يمكن الحصول عليها إلا عبر إجادة الألمانية حتى بالنسبة للأعمال البسيطة والهامشية.

وبين المعطيات الخاصة بالعقبات والصعوبات، ما يخص الإقامة وتأخير إجراءات الحصول عليها وعمليات لم الشمل العائلية، وقد خلق الارتباك الألماني في منح الإقامات مشكلات معقدة، خاصة إذا تم منح الإقامة لمدة عام، التي لا يجوز للحاصل عليها القيام بلم شمل أفراد أسرته، التي يكفل القانون الألماني حقهم في لم الشمل، كما أن في منح إقامات الأسر مشكلات بينها، أفراد منها يمنحون إقامات لثلاث سنوات، وآخرون لا يمنحون إلا عاماً واحداً، والبعض لا يعطى إقامة أساساً، مما يخلق أجواء من عدم الاستقرار، ويجعل من الصعوبة بمكان السير في عملية الاندماج، كما ينبغي أن تسير. كما أن شكوكاً أخذت تتنامى في صفوف السوريين ممن حصلوا على إقامة إنسانية حول مستقبل البقاء في ألمانيا في حال تحسن الأحوال الأمنية في سوريا.

وكما هو واضح في الارتباكات المشتركة، فإن نتائجها تترك آثاراً سلبية على الطرفين الألماني والسوري، حيث بدأ الأول في سنوات 2015 – 2016 شديد الحماس لاستقبال اللاجئين السوريين واستيعابهم، مضحياً بدفع أكثر من ستة عشر مليار يورو على اللاجئين (وأكثرهم من السوريين) فيما كان السورين يفضلون اللجوء في ألمانيا على غيرها من البلدان الأوروبية، قبل أن تتبدل نظرة كثيرين منهم، بل وميل بعضهم إلى مغادرة ألمانيا إلى بلد آخر.

الأهم مما سبق، أن عملية الارتباك القائمة لدى الألمان والسوريين مستمرة، بل إنها مرشحة للتصاعد مع صعود الاستياء من وجود اللاجئين، بدل أن تسير نحو معالجة جذرية، تؤدي إلى تحسين أوضاع اللاجئين وتسهيل عملية اندماجهم، وخلق ظروف أفضل لمستقبلهم في ألمانيا.

فايز سارة – الشرق الأوسط

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫6 تعليقات

  1. ٦٥٠ الف لاجئ؛((( ؟ من وين جايب ه الأرقام؟؟؟ يا ريت تعلم الالمان فن المسح الإحصائي لانه طالع معون بسبب جهل بالأدوات العلمية ضعف العدد…لك بكفي تروح على صفوف المدارس الابتدائية بألمانيا وتشوف بعينك.. كانك عايش بعين ترمة أو الدويلعة.. نتمنى طبعا ازباد الارتباك لدى السوريين حصرا ومغادرة ألمانيا طوعا.. افلح من طيلس سيد سارة ..

    1. ممكن ٦٥٠ ألف عدا لم الشمل الذي أحضر الملايين لدرجة لاتخلو مدينة ومركز تسوق محطة باصات أسواق من الشعب الذي يطبق نظرية إجت والله جابها ألامانيا ويخلي مواقعه بنفسه.

  2. الترحيب بالاجئيين كان موجه فقط الى ١٥٠٠ لاجئ تم منعهم في شهر التاسع ٢٠١٥ من قبل السلطات الهنغارية من متابعة السفر في بودابست فتجمهروا مام محطة القطار الرئيسية هناك وأراد و المتابعة الى المانيا وتسلطت الكاميرات عليهم ..وبما أنه ميركل كانت عاملة فصل بايخ بأحد الطفلات من اولاد الاجيين القدامى من ابوين فلسطينية من حوالي السنة قبل الحادثةوقت سألتها عن ترحيلهم القريب مع انه هي ولدانة بالمانيا من ١٤ سنة، جاوبتها ميركل بأن ألمانيا ما فيها تستقبل الكل مشان هيك لازم ترجع البنت واهلها فبدأت الصغيرة () بالبكاء أمام الكاميرات ممى أدخل ميركل في موقف بايخ وصارت الصحافة الألمانية تنم عليها قد قليها بارد ومافي رحمة . بقى حبت هي بالمقابل لتلميع الوجه الإعلامي تستبقل شي ١٠ آلاف لاجئ .. بقى فكرت العالم انه ميركل أرسلت دعوة لجميع السوريين للقدوم الى ألمانيا..وخود مصايب بقى..لانه السوري مفكر انه ألمانيا لميركل ويلي بدها ياه بتعمله.. ارجح يان هذه المرأة ستذهب قتلا من ورى ه الحركة هي.. لانه ألمانيا وجميع دول أوروبا الغربية عندها مشاكل ضخمة مع الجاليات المسلمة فيها لعدم قدرة هؤلاء على الاندماج وضعف طاقاتهم الإنتاجية وكسلهم وتكاثرهم مثل الارانب مع ضعف النمو الفكري والأخلاقي الغير ديني والإرهاب طبعا
    ..يعني من غير الطبيعى أن تقوم اي دولة بدعوة كميات كبيرة من هؤلاء..

  3. اذا.صادفت مهاجر سوري او عربي قديم مش طايق الاجيين فلهذه الاسباب :انا من المهاجرين السوريين القدماء ولست ولم اكن لاجئ كما جيل السوريين الذي تعرفت عليه هنا من خلال الدراسة أو البزنس والذي جاء بهدف الدراسة وبقى في ألمانيا بجهده وعطائه . الان: اصبح الألماني عندما يريد التكلم الي لأول مرة يتاكد فيما لو اني اجيد الألمانية ام لا.. هذا لم يكن موجود قبل ازمة اللاجئين هنا..شعور غريب ومهين.. التصور عند الالمان ان كل السوريين لاجئين ومعتاشين على فتات الصناديق الخيرية الضرائبية وحتى الذي كونوا أنفسهم بعرق جبينهم ومولوا دراستهم بالعمل بجانب الدراسة يتم الآن النظر إليهم وكأن الحكومة الألمانية مولتهم كما تمول النازحين حاليا ..ايضا شعور محبط ..الالماني الذي كان ندي في الدراسة والعمل اصبح.ينظر إلينا كالمانح الفاتح الذي انقذني وعطف.علي ومازال يعطف.على أبناء جلدتي الى يومنا هذا ومستقبلا ايضا.شعور بالظلم .التحرشات والإرهاب عوامل خطيرة تجبر الألماني على النجنب والابتعاد بدل المخاطرة ..شعور مرير..

    1. صديقي مهاجر قديم أشاركك الرأي بجميع ما قلته ويتعلق بفئة المهاجرين القدماء
      ولكن يا صديقي لنفكر قليلاً لماذا جاء هؤلاء المهاجرين الجدد ؟
      لماذا يكون الألماني أرحم منا على أبناء جلدتنا؟!
      فلنفكر بقليل من الإنسانية

    2. haben sie mit Deutschen Gesprochen?
      Die Deutsche sind sehr zurückhaltend und sagen nicht öffentlich über ihre Gefühle und fürchte