إسلام دمشق كما عرفته

توفّي في شهر ديسمبر الماضي الباحث والمفكر الإسلامي محمد شحرور ابن دمشق الذي كرّس حياته في سبيل إيجاد قراءة معاصرة للنص الديني تكون أكثر ملائمة مع العصر.

اعتبر شحرور أن التديّن قضية فردية مبنية على القيم الأخلاقية. ونظر للأحاديث والسنن على أنها تراث إنساني وضع بهدف تنظيم المجتمع في قرون سابقة وأن بعض أحكامه وفتاويه قد لا يكون صالحا اليوم. ورأى أن الكثير مما تسرّب إلى الإسلام في العصور الوسطى قد شوّه صورته، ودعا للعودة إلى القرآن كمصدر وحيد للتشريع.

مع أن إسلام الدكتور شحرور واضح وإيمانه لا غبار عليه فقد تعرّض خلال حياته لاتهامات بالزندقة والجهل وبأنه “لا يملك المعرفة بالتراث التي تؤهله لكي تكون آراؤه محل احترام وتقدير من الباحثين المتخصصين”، وبأنه سبب تأليفه لكتبه (13 كتاب) نظرته للدين كعقبة أمام التقدّم، وبأنه أراد إعادة تأويل الدين بحيث يصبح التقدم ممكنا حتى لو تعارض “إسلامه الجديد” مع روح الشريعة.

أما بعد وفاته فقد تسابق الإسلاميون في التشفّي به، فمنهم من حمد الله وسجد له شاكرا على “هلاكه”، حتى قال أحدهم: “إن من يترحمون على موت الزنديق ويصفونه بالمفكر أسأل الله أن يحشرهم معه في زمرة المنافقين”.

وفي الشهر نفسه (ديسمبر) قبل ثلاث سنوات توفي دمشقي آخر هو المفكر والدكتور في الفلسفة المعاصرة صادق جلال العظم، أحد عمالقة الفكر النقدي والذي ألّف مجموعة من الكتب أشهرها نقد الفكر الديني عام 1969، الذي عرّفه: “هو مجموعة أبحاث تتصدى بالنقد العلمي، والمناقشة العلمانية والمراجعة العصرية لبعض نواحي الفكر الديني السائد حاليا في الوطن العربي”.

وفي كتابيه ذهنية التحريم وما بعد ذهنية التحريم دافع عن حرية التفكير، التي آمن بها على المستوى الثقافي والسياسي فوقف مع الثورة السورية قلبا وقالبا “هذه الثورة ثورتي سواء تأسلمت أو تعلمنت هي كاشف أخلاقي وإنساني وثقافي، وأنا العبد الفقير لله وحرية الإنسان سأبقى معها حتى لو كنت من ضحاياها”.

وكان يحاول بأعماله الوصل بين الإصلاح الإسلامي والفكر العالمي العلماني، ونال نتيجة ذلك الكثير من التكريم عالميا ومنحه معهد غوته وسام الشرف الألماني عام 2015؛ بينما كان نصيبه من هجوم الإسلاميين خلال حياته وبعد وفاته مماثلا لما تعرض له الدكتور شحرور.

فقد اتهم بأنه ملحد سوري يعترف بأنه نشأ في جو علماني متحرر لأنه قال “كان هناك في بيتي تديّن عادي ومتسامح وغير متمسك بالشعائر والطقوس”، ولكن مأخذ الإسلاميين الكبير عليه كان اعترافه بأنه يرى في السلفية خصما.

ينتمي المفكران، صادق جلال العظم ومحمد شحرور، إلى جيل واحد من أبناء دمشق. ربما يعرف كثيرون أن سوريا بلد يتميز بالتنوع الديني والطائفي، لكن ما لا يعرفونه عن أهل دمشق أنهم ينظرون إلى مراكز العبادة التابعة لمختلف الديانات والطوائف بدرجة متساوية من الاحترام والتقديس.

فمن الأمور المألوفة في دمشق أن تقدّم امرأة مسيحية نذرا في المسجد الأموي أو مقام محي الدين بن عربي على أمل أن يحقق الله طلبها بشفاء مريض أو إنجاب طفل أو تجاوز أزمة؛ أو أن تذهب عائلة مسلمة إلى دير أو كنيسة وتشعل الشموع راجية من الله تلبية إحدى أمنياتها. وفي مقام السيدة زينب كان هناك دوما مسيحيين ومسلمين سنّة أكثر من الشيعة ويقوم جميعهم بالتمسّح بجدران المقام والتبرك به بنفس درجة الإيمان.

كما أن من تقاليد دمشق أن تذهب العائلات من مختلف الطوائف لمشاهدة المواكب الحسينية يوم عاشوراء في السيدة زينب ومسيرات المسيحيين حاملين صلبانهم في الطريق إلى كنيسة أو دير في الأعياد المسيحية، وأن يشارك مسيحيون جيرانهم المسلمين صيامهم وإفطارهم وأعيادهم وليس على طريقة الاستعراضات الحكومية المصطنعة في العقود الأخيرة بل في علاقات المحبة وحسن الجوار الطبيعية العفوية التي ميزت دمشق طوال تاريخها.

فقد روى ابن بطوطة في منتصف القرن الرابع عشر الميلادي أنه في أيام الطاعون في دمشق “خرج جميع أهل البلد ذكورا وإناثا صغارا وكبارا، المسلمون بمصاحفهم واليهود بتوراتهم والنصارى بإنجيلهم باكون متضرعون إلى الله بكتبه ورسله وقصدوا مسجد الأقدام وأقاموا به إلى الزوال ثم عادوا إلى البلد وصلّوا الجمعة”. كما ذكر في كتابه أن أهل دمشق لا يعملون يوم السبت “لا الجمعة ولا الأحد!” بل يخرجون إلى المنتزهات وشطوط الأشجار بين البساتين النضيرة.

قد يساعد ما نعرفه عن الإسلام في الأندلس في فهم طبيعة الإسلام في دمشق. ففي الأندلس كان المسلمون يقيمون الموائد ويرتدون الملابس الجديدة ويرقصون ويغنون في أعياد الميلاد والفصح ورأس السنة الميلادية ويخرج الرجال والنساء معا إلى الشوارع للتفرّج. وهذا طبعا لم يرق وقتها لبعض رجال الدين التقليديين ومنهم أبو بكر الطرطوشي الذي اعتبر هذه التصرفات من البدع.

وقد علل الدكتور محمد بشير العامري هذه المظاهر في كتابه “دراسات حضارية في تاريخ الأندلس” بأن هذا الإسلام الأندلسي كان نتيجة المجاورة والمخالطة بين الديانات في المجتمع، خصوصا لأن السكان الأصليين كانوا مسيحيين مع بعض اليهود بينما كان المسلمون من المهاجرين، وهذا يشبه وضع دمشق التي بقيت بعد قرون طويلة من الحكم الإسلامي مدينة مسيحية، ولم تفقد روحها المسيحية حتى عندما أصبح أغلب سكانها من المسلمين بل طبعت إسلام دمشق بطابعها وبقي الحال كذلك إلى ما قبل بضع عقود فقط.

فدمشق التي وصفها ابن بطوطة والتي أنجبت العظم والشحرور والتي فيها “تديّن عادي ومتسامح وغير متمسك بالشعائر والطقوس” هي دمشق التي عرفتها أنا.

زار ابن بطوطة دمشق بعد عقدين فقط من وفاة ابن تيمية، الأب الروحي للسلفية والسلفية الجهادية والذي نشأ ودفن في دمشق دون أن يستطيع منهجه وتفكيره السلفي التأثير على هذه المدينة، بعكس صوفية ابن عربي التي كانت أقرب إلى روحها رغم أنه توفي ودفن فيها قبل قرن من ابن تيمية.

ويبدو أن عقيدة سكان دمشق ترى أن طقوس الديانات والطوائف المختلفة ليست سوى طرقا متعددة تؤدي في النهاية إلى إله واحد، ولذلك كان بإمكانهم احترام وتقديس طقوس عدة أديان وطوائف في نفس الوقت، فالإيمان بأحد الأديان لا يعني عندهم رفض أو تكفير أديان أخرى.

وما يقال عن دمشق يشمل الكثير من مدن وبلدات شرق المتوسط التي كانت مسيحية، لأنه بالإضافة إلى تجاور العائلات ونشوء صداقات وعلاقات عابرة للطوائف، هناك عائلات لم يمض وقت طويل على تحولها إلى الإسلام، وهناك عائلات نصفها مسيحي ونصفها مسلم.

وفي مثل هذه البيئات المختلطة عرقيا ودينيا تتوفر مصادر متنوعة للمعرفة والثقافة تجعل الإنسان أوسع أفقا وأكثر استعدادا للتفكير الحر المستقل ولتقبّل الآخر، ولذلك خرج في الأندلس فلاسفة من أمثال ابن رشد وابن طفيل وابن باجة الذين نالوا نصيبهم من الهجوم والتكفير من بعض معاصريهم بما يشبه ما تعرض له هذه الأيام الدكتور الشحرور والدكتور العظم، بينما في مجتمعات اللون الواحد يكثر أتباع منهج التقليد الحرفي للأجداد والسلف الصالح ويصبح كل تجديد بدعة وكل بدعة ضلالة مصيرها نار جهنم.

عماد بوظو – الحرة

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫21 تعليقات

  1. شحرور كالعلويين لايمثلون الشام ولا أهلها …. شحرور كان شيوعي ولاحتى علماني فسر القرأن على على مايحبه ويرضي المنافقين ..يدعي انه مفكر ومفسر للقرأن الكريم وهو لم يحفظه أو حتى على الأقل يعرف حتى قرأته بشكل صحيح. كل مافعله هو انه استخدم اللغة ألعربيه لتفسير القرأن بشكل غير صحيح ويرضي اصحاب النفوس التي تؤمن بان الدين بالقلب وان الشعائر الأخرى كالصلاة والصيام ليس لها أهميه.. القرأن يصلح لكل زمان ومكان وماهو موجود فيه العلم الحديث الان يثبت النظريات التي فيه وعلماء الغرب يستشهدون فيه..

    1. تناقض نفسك و تقول الاقرآن صالح لكل زمان ومكان وتعود و تتبنى افكار الاقصاء و التكفير و التدين الظاهري المبني على الشعائر و اللباس كما تم التدليس علينا به من 1000 عام و ليس الايمان والذي فعلا مكانه في القلب حسب القرآن

  2. عماد يكتب نبض الحياة و نحن من حولنا الدكتور شحرور من منغلقين و غير فاهمين معنى الدين الى ناس متقبلين الاختلافات و شحرور من اعظم مفكري القرن العشرين و نريد تعميم افكاره و تدريسها لاولادنا

  3. يلعن روحك ياحافظ على هالجحش يلي خلفتو.
    ارحلوا عن الشام ياحثالات الجبال ورعاع المدن آن لكم أن ارحلوا.

    1. اولا ما دخل حثالات الجبل و رعاع المدن ومن هم بالاساس؟
      ثانيا هل تريد ان يرحل من وصفتهم(بحثالات المدن) ليحل محلهم سكان الصحراء و اعرابها بجلافتهم وبداوتهم و قذارة سلوكهم وافكارهم؟

    2. كيف ما دخل الحثالات والرعاع؟؟؟وهل برأيك كل تلك الجرائم والانتهاكات في البلد ارتكبها أناس متحضرون يمتلكون ولو أدنى قدر من الاخلاق والانسانية والوطنية يا ١٨١٨…
      أنت تسائلت من هم!!! واضح من هم …الحثالات والرعاع ومن اي قرية أو ضيعة أو مدينة كانوا . هم في ومن كل مكان.
      حددت الجبال والمدن ولكي لاتذهب افكار البعض إلى ذلك الإتجاه الذي أنت ذهبت إليه…اكيد متأصلة تلك الأفكار والمعتقدات.
      قوميون طائفيون مناطقيون… وهكذا .

  4. اتفق معك فيما ذكرت عن الراحل شحرور لكن اختلف معك في الدكتور العظم لأن الدكتور العظم وقبيل وفاته كشف عن لونه الحقيقي و تحدث بطائـ.فية بغيضة عن النظام السوري و بغض النظر عن الموقف من النظام ما كان لمفكر كبير بحجمه ان يتفوه بمثل هذه الترهات وننكرها تماما كما تعاطف ميشيل كيلو مع النصـ.رة حتى ظننا انه سيتلو الشهادتين و يربي لحيته

  5. المقال فيه الكثير من المبالغه و الغير صحيحه فالمعاشره تختلف عن العقيده فالاسلام يكفر كل من ليس مسلما و يعتبر ان الاسلام هو دين الله و لا يوجد في الاسلام حريه اختيار الدين بل بالعكس فرسول الاسلام يدعي بان الله طلب منه ان يقاتل الناس اجمعين الى ان يشهدوا بانه رسول الله و في الفاتحه مذكور بان اليهود مغضوب عليهم و المسيحيين هم الضالين.و حسب العقيده اليهوديه فهم لا يعترفون لا بالمسيحيه و لا بالاسلام و ان المسيحيه لا تعترف بالاسلام و ان السيد المسيح قال عن نفسه انا هو البدايه و انا هو النهايه و سيأتي من بعدي انبياء كذابين و انه لن يدخل الجنه كل انسان لا يؤمن و يتبع السيد المسيح.ان اسلمة سوريا و بلاد الشام و شمال افريقيا و بلاد الاندلس تم بالغزوات التي يعتبرها المسلمون فتوحات و فرض الاسلام بالقوة على الناس و ان امريكا قامت بغزو العراق فهل هذا يعني فتح العراق و فرض الامريكان عقيدتهم على الع اقيين ام انه احتلال و ما هو الفرق بين الغزو الاسلامي و الغزو الامريكي ان الاثنين هم احتلال لبلاد الغير بالقوه فلماذا المسلمون يحرفون التاريخ و يبررون لانفسهم الغزو و الاحتلال و باسم الله الخاص بهم .هذه هي الحقيقه و ارجو ان لا تزعج الحقيقه كل من يعلم ماهي الحقيقه

    1. الفرق كالتالي
      الاسلام لما قدم الى الشام والعراق وغيرها لم يجبر أهلها على الاسلام, ولكن حارب القوى التي كانت تمنع من نشر الدين والمتمثلة بالإمبراطوريتين الرومانية والفارسية, بدليل أنه بقي هناك نصارى ويهود في الشام والعراق الى يومنا هذا. فلو أن الاسلام كان قد فرض على كل أهل الشام والعراق لما رأيت مسيحيا واحدا (وهذا ما قام به الاسبان بعد السيطرة على الاندلس, فلم يبقوا مسلما واحدا في تلك البلاد)

      نحن المسلمون نؤمن بنص القرآن أن الاسلام هو خاتم الديانات وسيدنا محمد هو خاتم الانبياء
      وأن المسيحية واليهودية هي ديانات سماوية من عند الله لكنها منتهية المفعول لانه لادين مقبول عند الله غير الاسلام بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يقول تعالى (أن الدين عند الله الاسلام)

      ونحن نؤمن أن المسيحي اللي بقي على مسيحيته هو من الضالين وأن اليهودي اللي بقي على يهوديته هو من المغضوب عليهم. لكن لم ولن نلزم أحدا على اعتناق الاسلام.

      أما تشبيهك احتلال امريكا للعراق كفتح المسلمين للعراق, غير صحيح
      لماذا كل الغزاة يرحلون والاسلام باقي ليوم الدين؟ لما ليس هناك مظاهرات في العراق والشام لرحيل “الاسلام” ؟؟

      الحمد لله على نعمة الاسلام

  6. هذا المقال كله تجني و كذب على الدمشقيين الذين نبذوا امثال الشحرور، اللهم إلا أن كان يقصد طبقة المنتفعين و اللصوص..

    1. من نبذ شحرور من الدمشقيين وغير الدمشقيين هم من الحنابلة و المتعاطفين مع الوهابية و اصحاب المصالح الدينية و ما يسمى رجال الدين و المشايخ لان منهاج شحرور عراهم و كشفهم و هددهم بقطع ارزاقهم كما فعلت العلمانية برجال الدين في الغرب حيث اصبح حق الواحد منهم نص فرنك مصدي

  7. مقال ممتاز, شكرا سيد بوظو
    الوصف هو لسوريا الأصيلة التي نعرفها وليست سوريا النظام الفاسد الحالية ذات التدين الشكلي المقزز والأخلاق المنحطة والتعصب والكراهية والفساد الأسود

  8. تتحدث باسم دمشق و انت كردي لا تمت لدمشق بصله، من أين جئت بكل هذا الدجل، و هل نسيت مصير أهل الأندلس، و كذلك مصير أهل دمشق الذين أبادهم تيمورلنك عن بكرة ابيهم عدا المسيحيين منهم

  9. خلال العقد الاخير تبين ان اسلام الشام عموما متطرف واقصائي بدرجة كبيرة كانت تكبح جماحه القبضة الامنية الحديدية التي ما لبثت ان ضعفت بسبب الحرب الحالية . كل الكلام الزائف عن التآخي والغزل بالمسيحيين والطوائف الغير سنية سقط سقوطا مدويا , التطرف في سوريا بلغ ذروته مع تكفير الشحرور و التعاطف مع العرعور و المحيسني و الاستسهاد بكتب ابن تيمية .

  10. عرفت كذب و دجل كاتب المقال عندما تحدث عن احتفال اهالي الأندلس بأعياد الفصح و الميلاد.
    ايها الدجال لقد سقطت آخر مدن الأندلس و أعني غرناطة في القرن الرابع عشر و لم ينتهي ذلك القرن قبل أن يباد المسلمين و اليهود فيها على يد الاسبان.
    احتفالات اعياد الفصح و الميلاد التي تراها ايها الدجال اليوم تعود للقرن الثامن عشر أي بعد سقوط الأندلس بثلاث قرون.
    أما عن الرجلين الذين تحدثت عنهما و لن أقترف بحقهما أي شيء لأني أسمع عنهما لأول مرة أكتب جملة واحده يعرفها الجميع و هي أن أي كتاب يكتب و يطبع في سوريا كان يحتاج لموافقه خمس جهات أمنية استخباراتيه و في فهمكم كفايه.

  11. ما قرأت ليس غن اسلام دمشق بل عن حي واحد من دمشق تعيث فيه المخابرات فساد.

  12. الله يرحمك يا شحرور لو كان في عشرة مفكرين مثل شحرور لكانت سوريا في قمة العالم.

  13. يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)