عندما تقصف الأمم المتحدة المستشفيات في سوريا

منتصف العام الماضي، استضاف الإعلامي جون سنو (القناة البريطانية الرابعة) الطبيب السوري حمزة الخطيب، أحد الأبطال الصامدين في مستشفى القدس خلال حصار حلب.. تحدث حمزة حينها عن استهداف المستشفيات المتعمد من قبل روسيا والنظام.

رد الخطيب على سؤال سنو عن تواصل أي أحد معهم لإيجاد طريقة لحماية المستشفيات بالقول: “في الحقيقة، الحل الوحيد الذي منحونا إياه، هو مشاركة إحداثيات المستشفيات معهم (الأمم المتحدة)، ليقوموا بمشاركتها مع روسيا، والروس سيعدون بعدم استهداف المستشفيات (وما يحصل هو العكس بالطبع).. والطلب الوحيد الذي طلبته منهم (الأمم) بعد ذلك، هو: إن تم استهداف المستشفى بعد منحكم الإحداثيات للروس هل يمكن أن توضحوا في بياناتكم (التي تتحدث عن القصف) أن الروس هم الذين قصفوا المستشفى.. فقالوا لا، لا نستطيع فعل ذلك”.

وأضاف الخطيب أن الخطة كانت من البداية هي قتل أي أمل للنجاة لدى الشعب، لذا كانوا يستهدفون بالدرجة الأولى المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف والمستشفيات والمخابز والمدارس.. هذه هي الأهداف الرئيسية لهم (النظام والروس).

وقال الخطيب أيضاً: “في حلب كنا نتداول طرفة مفادها أن أفضل مكان للعيش هو بالقرب من خط الجبهة حيث لن يتم استهدافك هناك، فالهدف الرئيسي هو المستشفيات”.

وجواباً لسؤال سنو عن الأمل بحدوث أي تغيير بعد كل تلك السنوات، قال الخطيب: “خلال الحصار في حلب.. ناشدت طوال 6 أشهر عبر وسائل الإعلام.. المستشفيات تقصف نحن نقصف.. عرضتم قبل سنوات كيف تم استهداف مستشفى القدس في حلب واليوم تعرضون أيضاً كيف يتم استهداف المستشفيات.. لا يبدو أن أحداً (الأمم – مجلس الأمن) يريد أو قادر على فعل شيء”.

ما الذي حدث مذ أدلى الطبيب الخطيب بهذه التصريحات؟ لا شيء.. استمرت روسيا ومن خلفها صبيها بشار الأسد بقصف المستشفيات وواصلت الأمم المتحدة مشاركتهما الجريمة عبر تجنب ذكر الجهة التي تقوم بالقصف، رغم المقاطع المصورة والأدلة الدامغة والتحقيقات التي تقوم بها أشهر وسائل الإعلام وفرق تقصي الحقائق في العالم.

يوم الأربعاء دمرت طائرات بوتين والأسد مستشفى أريحا، ثم خرج الروس صباحاً -بكل وقاحة- ليؤكدوا أنهم لم يقصفوا المستشفى، وهم مطمئنون بأن لا أحد سيقوم بإدانتهم أو إيقاف مجازرهم.. في الوقت ذاته أعلنت الأمم المتحدة أن لجنة التحقيق الداخلية الخاصة بتعرض منشآت طبية للقصف الجوي في سوريا، طلبت مزيداً من الوقت للانتهاء من أعمالها، اللجنة كانت باشرت أعمالها في أيلول الماضي والهدف من عملها “تحديد الوقائع (المتعلقة باستهداف المستشفيات والمراكز الطبية) وتقديمها للأمين العام”.

يائسون ومخذولون لدرجة لا نطلب فيها سوى أن تتم تسمية الجهة التي تقتلنا، وعدم تقييد أرواحنا ضد مجهول، الشيطان الأخرس الذي يشاهد الجريمة بأم عينه ويرفض الاعتراف بها لا يقل إجراماً عن مرتكبها.. في هذا العالم المتوحش الأمم المتحدة هي من تقصف السوريين ومستشفياتهم.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. يمكن السبب الرئيسي هو انو العالم مو طايق السوريين .. ولا ثورتهم ولا طايقين مهد الحضارات والاديان ..
    لا حدا يتعجب من هيك شي .. السوريين متلهم متل كل المتخلفين ……… ما بينطاقوا …
    جاهلين وبهايم لدرجة انو ما بيقدروا يعرفوا كمية البهم الموجودة بالبلد ..
    وما حدا يقللي انو السعوديين بهايم كمان .. لانو السعوديين ما حدا بطيقهم كمان .. ومحكومين بالصرماية ….
    هيك لازم ..