” سيناريو روسيا السوري ” .. كيف قلب أردوغان مسار المعارك في ليبيا ؟!

حتى وقت قريب، بدا أن المشير حفتر كان على بعد خطوة واحدة من تحقيق نصر نهائي على خصومه. فلقد ساعده العرب وفرنسا وروسيا وحتى الولايات المتحدة. ولكن ما إن تدخلت تركيا في هذا الصراع حتى وصل حفتر إلى حافة الهزيمة الشاملة.

وقد أقرت وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية بأن تركيا أصبحت القوة المهيمنة في ليبيا. كيف تمكنت من ذلك؟

لم تخش تركيا، كما يقول الخبراء الغربيون، استخدام “سيناريو روسيا السوري” من أجل ذلك. فقد طلبت حكومة السراج المعترف بها دوليا من أردوغان المساعدة رسميا، وتلقت المساعدة. والآن، سيكون من الأصعب على الدول الأخرى إرسال قوات لمساعدة حفتر، لأنه سيكون عليها أن تقاتل ليس ضد الميليشيات الليبية، إنما ضد الجنود الأتراك.

وأخيرا، تتصرف تركيا بصرامة شديدة ووقاحة في ليبيا، وصولا إلى الوعيد بحرب شاملة في البلاد.

الانتصارات التركية في ليبيا، تمثل، بالطبع، هزيمة للاعبين آخرين. لكن الخاسر الرئيس ليس روسيا. أولاً، لأن موسكو وزعت البيض بشكل صحيح، فدعمت حفتر، وعملت في الوقت نفسه مع السراج؛ ثانيا، ليبيا ليست ساحة مهمة للنشاط بالنسبة لنا، ويمكننا دائما استبدالها في إطار مساومة مع أردوغان (على سبيل المثال، للحصول على تنازلات منه في سوريا). في المقابل، فالرئيس التركي نفسه، على الرغم من لغطه حول روسيا وحفتر، فإنه يحترم مصالح موسكو، بوصفها القوة العظمى الوحيدة بين الجيران الذين تربطه بهم علاقات عمل إلى حد ما.

الخاسر الأكبر هو أوروبا. فسلبية الاتحاد الأوروبي وعدم قدرته على اتخاذ خطوات حقيقية لمواجهة تركيا تجعل العالم القديم أكثر عرضة للابتزاز التركي بالمهاجرين والنفط والغاز. لم يدرك القادة الأوروبيون أنهم بينما كانوا مشغولين بمحاربة تهديد روسي مزعوم، نشأ عدو حقيقي أمام أنوفهم.وإذا لم يقاوموا التوسع التركي في ليبيا، اليوم، فسيتعين عليهم فعل ذلك غدا في إيطاليا أو ألمانيا.

غيفورغ ميرزايان – صحيفة فزغلياد الروسية

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫9 تعليقات

  1. موتوا بغيظ معشر الأوغاد. تركيا تدخلت في سوريا وتدخلت في ليبيا وستتدخل في كل مكان.

  2. لا أدري من هو التوسعي الوقح؟
    ذلك الذي يحمي حدوده و بلاده من المتطرفين الشيوعيين و يلبي طلب اخوانه في الدين لحمايتهم من ظلم و طغيان الفاشيه الأسديه و الحفتريه البائسه ام ذلك الشيوعي الكافر القادم بصواريخه و طائراته من آلالاف الكيلومترات ليقتل و يشرد الشعب العربي المسلم في سوريا و ليبيا بدعم من شذاذ الآفاق الرعاع عديمي الأخلاق و الضمير.

  3. أدعو الشعب الليبي آلا يرتكب خطأ الشعب السوري أقتلوا حفتر في أول فرصه اتعظوا منا فلو قتلنا بشار مثلما قتل الرومانيين تشاوسيكو لما ذبحنا و لما تمكنت، روسيا من احتلالنا

    1. ما هنن قتلو معمر القذافي … فصار معهم هالنتائج …. الوضع في ليبيا اسوء من سورية بمية مرة …. لعن الله من ايقظ الفتنة