هكذا سنتصدى لقيصر .. فنحن ” خلقنا لننتصر “

افترض نفسك لوهلة مؤيداً للنظام (من النوع الذكي) وقل هيا بنا نشاهد كيف ستتعامل دولتنا السورية مع قانون قيصر الذي يستهدف وجودها ومقدراتها وقيادتها السياسية والعسكرية وقوت أبنائها، ويهدف لتسليمها للإرهابيين والخونة.

تتعثر بداية بتصريح لبشار الجعفري يقول فيه إن الاتحاد الأوروبي وضع يده على الأموال السورية المخصصة لتأمين الغذاء والدواء للسوريين، وتتساءل ما علاقة الطز بالمرحبا؟ ما الذي تفعله الأموال المخصصة بالغذاء والدواء في الخارج.. لن تشغل نفسك بالتفكير، أنت تعرف كيف يبيع الجعفري الكلام، هي في النهاية وظيفته كمندوب في الأمم المتحدة.

ما علينا، من يمكن أن يفيدنا بالكيفية التي سنواجه فيها قانون قيصر يا جماعة.. ماذا عن وزارة الخارجية هل قالت شيئاً؟ تفتح موقع وكالة سانا ثم تشرب من طاسة الرعبة بعد أن عاجلتك الوكالة بتشغيل موسيقى النشيد السوري من حيث لا تعلم، لتجد أن الخارجية علقت على دخول القانون حيز التفيذ بالقول: “سوريا التي تصدى شعبها وقواتها المسلحة الباسلة للإرهاب التكفيري، وألحق الهزيمة بالمشروع المعادي، ستتصدى بكل شموخ وبنفس العزيمة لهذا القرار الأمريكي الجائر”.. شموخ وعزيمة؟! كم يبلغ سعرهما أمام الدولار اليوم؟ ثم متى هزمنا المشروع المعادي، ما الذي يحدث حالياً إذن إن كنا ألحقنا الهزيمة بالمشروع المعادي.

لا فائدة من الخارجية والمندوب الأممي، لنبحث عن مسؤول أقرب للهموم الداخلية، ماذا عن وزير الاقتصاد؟ هو الأقدر على إفادتنا في هذا الصدد.. يقول الوزير “علينا الاعتماد على الذات والحكومة مستمرة بمراجعة آليات التعامل مع العقوبات الجائرة.. بعدين لطالما عانى السوري من العقوبات الاقتصادية وظلمها (لماذا الحزن الآن بالذات!) ولطالما استطاعت مؤسسات الدولة الحد من تأثيراتها السلبية.. وسوريا ما زالت تتمتع بعدد من المقومات للاعتماد على الذات اقتصادياً”.. تقرأ هذا التصريح وأنت تشاهد في صفحة أخرى كيف أن الدولار ارتفع 150 ليرة خلال أقل من 24 ساعة وأصبح 2150.. ثم تهرش رأس وتتساءل عن أي اقتصاد يتحدث الوزير وماذا تعني كلمة مؤسسات الدولة الأجنبية التي استخدمها، منذ متى كان وزراؤنا يتحدثون لغات أجنبية؟

حسناً، لا جواب مقنع لدى وزير الاقتصاد.. دعني أرى ما الذي قاله أبرز وجه وطني غير فاسد بل محارب للفساد في مدينتي، المهندس الركن فارس شهابي.. يقول لنا السيد شهابي “ازرعوا.. ازرعوا.. ازرعوا.. لنغرق الاسواق بالمنتوجات الزراعية… على الاقل ليكن غذاؤنا رخيص.. الزراعة البديلة هي الحل في المناطق السكنية المكتظة”.. لدي 4 أطفال وأمهم يا أستاذ فارس أي زراعة ستكفيهم، ثمن من أين سأحصل على ثمن البذور وغيرها من المستلزمات باهظة الثمن، أقدر رغبتك بالمساعدة أستاذ فارس ولكن يبدو أنك كحامل للجنسية الأمريكية لا تعرف حقيقة الأسعار والتكاليف.

ثم إنني لم أفهم ما قلته عن قانون قيصر، تقول إن العقوبات الغربية لن تزول برحيل رئيس البلاد.. كيف ذلك؟ أليس هدفهم رحيل رئيسنا؟ إن رحل رئيسنا ستتوقف العقوبات وهذا ما يقولونه بكل صراحة، كيف تقول أنت إنها ستبقى.. انتظر! لماذا لا يضحي رئيسنا ويرحل ليزيلوا العقوبات عنا؟!.. استغفر الله استغفر الله، اغفر جرأتي أخذتني العزة بالعقل.

على سيرة رئيسنا ما تراه قال عن قيصر؟.. تبحث عن رئيسك فلا تجد له أي تصريح لا من قريب ولا من بعيد، وتكتشف أن آخر عمل قام به كان قبل أسبوع عندما أعاد تدوير عدد من محافظيه، وسلم إحدى المحافظات لأحد أقدم المجرمين الذين كانوا من المرافقين لوالده، وهذا طبيعي فهو الطبيب الشاب قائد مسيرة التطوير والتحديث.

لدى الرئيس الكثير من العمل لا وقت لديه للتصريح عن هكذا أمور، ربما سيكلف نائبه أو مستشاره بذلك.. أها! مستشارة الرئيس بثينة شعبان تتحدث عن القانون وتكشف كيف سنواجهه.. “يجب أن تكون العزيمة نفسها والصبر نفسه الذي مارسناه طيلة سنوات الحرب على سورية، وهذا ليس بالأمر السهل ولكن لا خيار لنا سوى الصبر والصمود وهذا الصمود سيؤتي أكله قريباً”.

تنهي القراءة وترى كلمات “سرقوا أموالنا – شموخ – عزيمة – نصر – مؤسسات الدولة – اعتماد على الذات – اعتدنا العقوبات – زراعة عالبلكون – محافظ حمص – صبر – صمود – تصدي” تتراقص أمام عينيك إلى أن تنجح في جعل النعاس يتغلب عليك، فتضع رأسك في حجر دولة المؤسسات وتنام قرير العين مرتاح البال، فأنت تعلم أننا “خلقنا لننتصر”.