تعرف إلى المهندس السوري الذي ساعد في قيادة الثورة الزراعية في الإمارات على مدار عقود ( صور )

سلطت وسائل إعلام إماراتية الضوء على مهندس زراعي سوري، ساعد في قيادة الثورة الزراعية في الإمارات، على مدار أربعة عقود.

وقال موقع “ذا ناشونال“، بحسب ما ترجم عكس السير، إن يحيى القضماني وصل إلى الإمارات عام 1974، وكان خريجاً جديداً من جامعة دمشق، وكانت خطته البقاء لعامين، بحيث يوفر مالاً يكفي لشراء منزل وسيارة في سوريا، إلا أنه وبعد مرور عقود، ما يزال في إمارة العين، التي أصبحت معروفة باسم “غاردن سيتي” الأمة، بفضل الثورة الزراعية، التي لعب هو دوراً رئيسياً في تحقيقها.

وبعد سلسلة من المشاريع البحثية والتجارية الناجحة، بدءاً من زراعة القمح في الصحراء، خلال السبعينيات، إلى إنشاء واحدة من أكبر شركات الأسمدة العضوية في المنطقة، أسس مزرعة الإمارات العضوية، وهو موقع يمتد على مساحة 250 ألف متر مربع، على بعد حوالي 55 دقيقة، جنوب غربي دبي، عام 2016.

وعلاوة عن تحولها إلى مُنتِج محلي رئيسي للفاكهة والخضروات العضوية، أصبحت أيضاً منطقة جذب للسياح، حيث يزورها الآلاف كل عام لمشاهدة مشهد غير متوقع من مساحات الحياة النباتية، التي تنمو في ظل الكثبان الرملية في إمارة العين، ويتم تقديم جولات على العربات التي تسحبها الجرارات هناك.

وكانت رؤية الشيخ زايد في “تخضير الصحراء”، بمثابة مصدر إلهام لخريج الهندسة الزراعية، خلال العقود الماضية، بحسب الموقع.

وقال القضماني: “عندما وصلت إلى هنا، كان لدى الشيخ زايد رؤية لجعل الصحراء خضراء، لإخبارك بالحقيقة، في ذلك الوقت نصح بعض الخبراء بأن ذلك غير ممكن، لكنه أعطى عقود الطرق للشركات التي ستبني الأشجار لحماية الطرق السريعة، وكانت هناك مئات المشاريع مثل هذا في كل عام.

ويتذكر لقاء الشيخ زايد في العين عام 1978، عندما وصل الأخير لتنسيق خطط إنشاء فندق جديد كبير، وكانت مهمة قضماني جعل المنطقة أكثر استدامة.

تساعد الزراعة العضوية الإمارات على تقليل اعتمادها على المواد الغذائية المستوردة، وتثبت أن إنتاج المحاصيل العضوية على نطاق واسع في الصحراء، أمر ممكن.

أسس القضماني في عام 1983 واحدة من أقدم شركات التعهدات والمواد الزراعية في البلاد، وهي متخصصة في أنظمة تنسيق الحدائق والري، وبدأ مشروعاً تجارياً في عام 1997، هو مصنع الإمارات للأسمدة العضوية، ويتم تصدير منتجاته الآن لأسواق بعيدة مثل ألمانيا وتايوان وماليزيا.

وعن ذلك قال: “ذات مرة اشتريت 20 ألف طن من روث البقر من هولندا” وأضاف ضاحكاً: “معظم الأسمدة العضوية كانت من باكستان، لكنها عندما كانت تأتي من الخارج لم تكن طازجة، وفيها حشرات وأمراض وغير ذلك من المشكلات، ولهذا السبب بدأت مشروعاً كبيراً آخر، بدأنا باستخدام السماد المحلي، لأن هناك الكثير من مزارع الدواجن وبقايا النباتات”.

وعلى الرغم من أنه الآن يبلغ من العمر 68 عامًا، إلا أنه ما يزال يعمل، وعادة ما يعمل على الأقل ست ساعات في اليوم، ثم يقضي وقتاً مع أحفاده الخمسة.

وكان القضماني دخل مجال الزراعة “عن طريق الصدفة”، بعد أن انضم أصدقاؤه إلى هذا المجال، وقد كان يحلم بأن يصبح شاعراً، ورعى جائزة أدبية ومهرجاناً في سوريا قبل اندلاع الحرب.

ويعمل القضماني حالياً على خطط لبناء مركز صديق للبيئة ومركز أبحاث، وهو لا يحكم فقط على النجاح بمقدار الأموال التي يجنيها.

أضاف القضماني: “تضطر في الزراعة التقليدية إلى استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية، التي أعتقد أنها خطيرة للغاية على الصحة، طعامنا صحي وغني جداً، كنت أرغب برد الجميل للمجتمع.. عندما جئت إلى هنا، أردت أن أعمل لمدة عامين وأن أكسب ما يكفي من المال لشراء منزل وسيارة في سوريا، كان هذا حلمي، ولكن عندما تأتي إلى هنا، تجد نفسك، وسنة بعد سنة يعجبك الوضع أكثر، ويؤسفني أن أقول، سنة بعد سنة أصبح بلدي أسوأ”.

وتابع: “عمري الآن 68 عاماً، لكن لا يمكنني الجلوس، أحتاج إلى أن أكون مشغولاً دائماً، بالطبع ليس لدي القوة التي كنت أملكها من قبل، كنت سأعمل 12 ساعة، الآن بعد 6 ساعات أتعب، لكنني أعمل ست ساعات في اليوم على الأقل، كانت حياتي هنا جيدة جداً، لقد كانت مثل الحلم، وسارت بسرعة كبيرة، لقد شاهدت البلد ينمو وقد شاركت فيه لمدة 40 عاماً، نحن نواجه تحديات المناخ وقلة المياه، لكن أعتقد أن ما حدث مع الزراعة في الإمارات كان نجاحاً كبيراً”.

والقضماني معارض سوري معروف، سبق له أن شغل منصب نائب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. ايه و شو فائدة عذا الكلام كله عن شيوخ نفط يدمرون بلدان العرب و ثوراتها من سوريا لليمن لليبيا للعراق. ما نفع الحدائق عن من ماتت عنده النخوة

  2. في أي مناخ صحي يبدع السوري ويتفوق على اقرانه . . تخيلوا لو أن في بلدنا بعض العدالة والحقوق