بعد اعتقال و تعذيب و صعوبات .. لاجئ سوري يحصل على البكالوريوس في جامعة أمريكية

بعد أن نجا من الاعتقال والتعذيب والنفي السياسي في وطنه، قتيبة إدلبي على البكالوريوس من كلية الدراسات العامة، كعضو في أول مجموعة من الطلاب اللاجئين الذين استفادوا من منحة جامعة كولومبيا للطلاب المهجرين، في الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي لقاء أجراه موقع “كولومبيا نيوز“، قال اللاجئ السوري، بحسب ما ترجم عكس السير: “كانت مكتبة منزلنا في دمشق مليئة بالكتب السياسية التي قرأها والدي، كان اسمه يوسف، وكان من قادة حركة سلمية في سوريا، واحتجز ثماني مرات بين 1965 و1981، وتوفي عندما كنت في المدرسة الثانوية، أثر بي إرثه فأصبحت مفكرًا نشطًا وسياسيًا مستقلاً”.

وأضاف قتيبة: “ركزت على تدبر أموري بمفردي منذ أن كان عمري 15 عامًا، واستغرق الأمر سنتين إضافيتين لإنهائي المدرسة الثانوية، لأنني كنت أعمل لمدة ست أو ثماني ساعات كل يوم بعد المدرسة، ثم بدأت الانتفاضة السورية في أوائل عام 2011، بينما كنت في الكلية، شاركت في كل مظاهرة مؤيدة للديمقراطية، وأدى ذلك في النهاية لاعتقالي”.

– ما الذي جاء بك إلى جامعة كولومبيا؟

لقد غادرت سوريا لتجنب مذكرة اعتقال ثالثة من قبل حكومة الأسد، لو بقيتُ هناك لما كنت سأبقى حياً على الأرجح، لذلك قررت السفر من الشرق الأوسط، والتواصل مع ناشطين يشابهونني بالأفكار.

خلال ذلك الوقت قابلت روبرت فورد، سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا، لقد دعاني عام 2013 للانضمام لزمالة قادة الديمقراطية التي تديرها وزارة الخارجية، ومن خلال هذه التجربة، ازداد اهتمامي بالسياسة، وكان إنهاء درجة البكالوريوس مطلبي دائمًا، لذلك تقدمت بطلب لجامعة كولومبيا عام 2016.

– ما الذي دفهك لاختيار جامعة كولومبيا؟

كان من المدهش أن كولومبيا لديها فرع خاص لأشخاص مثلي ممن لديهم بالفعل حياة مهنية، كطالب سياسي، كان اجتياز عملية التقديم للكلية أمرًا معقدًا، تم إبطال سجلاتي الأكاديمية في سوريا بسبب مشاركتي في التظاهرات، وكان من المستحيل بالنسبة لي تقديم وثيقة “رسمية”، كانت كولومبيا أكثر تعاطفا مع وضعي، وساعدتني جيسيكا سارليس دينسيك، العميد المساعد للبرامج الدولية والمشاريع الخاصة في المدرسة، كما ساعدني البروفيسور بروس أشر ومركز “تامير”، للمشاريع الاجتماعية، بمدرسة كولومبيا للأعمال، في إيجاد الوسائل اللازمة للالتحاق بالمدرسة، أنا ممتن لكل الدعم الذي قدموه.

– كيف كانت تجربتك في مدرسة الدراسات العامة؟

قابلت العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين المذهلين، الذين زادوا من تطوري الأكاديمي والفكري والمهني، وأعطاني أساتذتي مساحة لتقييم النظريات وإكمال المشاريع البحثية من منظور سوري، وتبادلوا معي أفكارًا ورؤى جديدة، أعطتني مناسبات التوعية عن الطلاب اللاجئين منصة للتحدث عن سوريا لزملائي، ومن خلال دعمهم تمكنت من ترشيد وقتي لتطوير مهاراتي.

– كيف تشعر حيال حفل التخرج الافتراضي؟

جزء مني يفتقد طقوس التخرج، أصبح لدي شك جنوني، دائمًا ما تحدث هذه الانقطاعات غير المتوقعة، التي منعتني من الحصول على البكالوريوس، هذه المرة لم تكن الحروب أو الاعتقالات، بل فيروس كورونا، وعلى الرغم من أنني لا أعرف ما يخبئه المستقبل، إلا أنني أشعر بالارتياح والحماس، للحصول على شهادتي، من منظور جديد وإحساس متجدد بالالتزام.

– ما هو التالي بالنسبة لك؟

أواصل بحثي مع المركز الدولي للعدالة الانتقالية في نيويورك، وأستعد أيضًا لإجراء اختبار للتقدم إلى كلية الحقوق.

– ما الذي تتطلع إليه في المستقبل؟

ركزت طوال حياتي على ما يمكنني القيام به لدعم السوريين، كل ما فعلته، وأعني كل شيء، كان مرتبطًا بطريقة ما بسوريا، في عالم مثالي، أتخيل نفسي أعمل على الصعيد الدولي، متأكدًا من حصول الناس على العدالة التي يستحقونها، حلمي يومًا ما هو إنشاء كلية صغيرة في بلدي، حيث يمكنني نقل معرفتي وخبرتي لسوريين أمثالي.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. تلات ارباع قصص الاعتقال و التعذيب قصص خلبية مشان قبول اللجوء
    قلب تلات ارباع الشعب السوري “تشاي غيفارا” بس طلع على على اوروبا و امريكا و بالحقيقة الاغلب كذابين ….