من حمص و حلب إلى مافيا كامورا في إيطاليا .. هكذا وصلت مخدرات بشار الأسد إلى أوروبا ( فيديو )

أعلنت الشرطة الإيطالية، الأربعاء، عن ما وصفت بأنها “أكبر عملية مصادر حبوب أمفيتامين على المستوى العالمي” والتي قامت من خلالها بـ “مصادرة كمية قياسية من الأمفيتامين تبلغ 14 طنا بشكل 84 مليون حبة كبتاغون أنتجها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.

وأوردت السلطات الإيطالية الكثير من التفاصيل المتعلقة، إلا أنها لم تشر من قريب أو بعيد إلى الطريقة التي خرجت بها هذه الحبوب بحراً من روسيا.

وجاء في بيان السلطات أن “المخدرات موجودة في ثلاث حاويات مشبوهة تتضمن لفائف أوراق معدة للاستخدام الصناعي والآلات”.

وهذه اللفائف المؤلفة من عدة طبقات يبلغ ارتفاعها حوالى مترين وقطرها 1,40 متر (مصنعة على الأرجح في ألمانيا)، أتاحت إخفاء حوالى 350 كلغ من الحبوب في كل منها بعدما وضعت في الطبقات الداخلية بدون أن ترصدها أجهزة الكشف.

وأضاف البيان: “نعلم أن تنظيم الدولة الإسلامية يمول أنشطته الإرهابية الخاصة وخصوصا الاتجار بالمخدرات التي تصنع في سوريا، وبات لهذا السبب أكبر منتج عالمي للامفيتامينات في السنوات الماضية”.

والمستغرب في بيان السلطات الإيطالية، نسب الانتاج والتجارة لتنظيم داعش الذي ما عاد بإمكانه الإنتاج على الأقل، على اعتبار أنه خسر مناطق سيطرته في سوريا والعراق بشكل شبه كامل، وقيامه بإنتاج هذا الكم الهائل من الحبوب، أمر شبه مستحيل، كما أنها لم تشر إلى الكيفية التي خرجت منها هذه الحبوب من سوريا، ووصولها بحراً إلى الشواطئ الأوروبية، علماً أن المنافذ البحرية خاضعة لسيطرة روسيا والنظام في سوريا، وحزب الله في لبنان.

ويرجح تجار في الشمال السوري، أطلعهم عكس السير على الفيديو الذي نشرته السلطات الإيطالية لعملية تفريغ اللفائف الورقية من الحبوب، أن ما سهل عملية كشفها هو كون هذه اللفائف التي تسمى “فلوت” يتم استيرادها من أوروبا (ستوك) إلى سوريا، لاستخدامها في الأسواق المحلية (سواء مناطق المعارضة والنظام)، وذلك بعد توقف إنتاجها في سوريا بشكل شبه كامل (بسبب القصف وإغلاق المعامل…) والثمن الباهظ لمثيلاتها في تركيا، وليس من المنطقي تصديرها إلى أوروبا، المصدر الرئيسي لها، أو حتى لدول المغرب العربي التي تستورد من أوروبا أيضاً.

وتصل إلى سوريا الكثير من البضائع الأوروبية (ستوك)، فإلى جانب الورق (فلوت وكرافت وفرنسي وسولفيت) هناك المواد البلاستيكية المخصصة لإعادة التصنيع، والسيلوفان والبروبولين ومواد التجميل والسيراميك، وتدخل بشكل رسمي إما عبر تركيا إلى مناطق المعارضة أو عبر تركيا ولبنان (بحراً) إلى مناطق النظام.

وكانت قوات النظام استحوذت على كميات كبيرة من البضائع التي تركت في المستودعات الموجودة في أرياف حلب وإدلب التي تقدمت إليها في حملتها الأخيرة، وضمنها بحسب ما أكد تجار لعكس السير كميات كبيرة من ورق الفلوت الظاهر في فيديو السلطات الإيطالية.

ورصد عكس السير فيديو كان نشره، فارس شهابي، عضو برلمان بشار الأسد، ورئيس اتحاد غرف الصناعة في سوريا، يظهر مباركته لـ “الصناعي عبد اللطيف حميدة عضو مجلس ادارة غرفة صناعة حلب افتتاح معمله الجديد لانتاج الورق (فلوت) في المدينة الصناعية بحلب في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وبما يضمن تغطية حاجة السوق المحلية بالكامل، والمعمل الجديد من أكبر المعامل من نوعه على مستوى المنطقة”.

وعلم عكس السير أن معمل حميدة يبيع الطن الواحد بسعر 470 يورو، وأكد تجار أنهم يستوردون الطن من أوروبا (الجودة ذاتها) بأقل من هذا المبلغ، كما أن حميدة لا يملك ميزانية تخوله فتح هكذا مصنع يكلف ما لا يقل عن 15 مليون دولار، ما يعني أن تحالف المافيوزيين في حلب -بقيادة شهابي- قد يكون وراء افتتاح المعمل، وأشاروا إلى أن اللفائف الظاهرة في الفيديو الإيطالي لا تختلف عن تلك التي ينتجها معمل حميدة.

وعن إمكانية خروج هكذا بضائع من مناطق المعارضة (بهذه الجودة والتغليف وصعوبة الكشف من قبل سلطات النظام)، أكدت مصادر عكس السير التجارية، واسعة الاطلاع على هذا النوع، أن الأمر مستحيل إذ لا توجد أية إمكانيات صناعية قادرة على توفير ذلك، ولا حتى “داعش” في عز قوتها وسطوتها تستطيع فعل ذلك، وبالتالي فإن الإنتاج والتعبئة تمت بشكل شبه مؤكد في مناطق النظام ومعامله.

وعن قول السلطات الإيطالية إن من المرجح أن اللفائف مصنعة في ألمانيا، أكدت المصادر أن مناطق المعارضة كثيراً ما وصل إليها “ورق فلوت” ألماني، ويمكن أن تكون اللفائف المصادرة من المناطق التي سيطر عليها النظام قد أعيد استخدامها (في معمل حميدة مثلاً) للإيحاء بأن البضاعة أوروبية.

وذكرت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية أن الشحنة كانت سترسل إلى شركة سويسرية مقرها لوغانو يملكها إيطاليون، وذكرت مصادر إعلامية إيطالية وغربية أخرى، أن الشحنة مرتبطة بمافيا كامورا الإيطالية.

وقبل أسبوعين كانت وحدة التحقيق نفسها في نابولي المتخصصة في الجريمة المنظمة رصدت حاوية ألبسة غير أصلية تم اخفاء بداخلها 2800 كلغ من الحشيش و190 كلغ من الامفيتامينات على شكل أكثر من مليون حبة.

وهذه الشحنة الأولى التي بعثتها شركة سورية لفتت انتباه رجال الجمارك لأنها كانت مرسلة إلى ليبيا عبر شركة سويسرية، بحسب الصحيفة الإيطالية التي أشارت إلى أن الحاويات الثلاث الجديدة التي تم احتجازها الأربعاء كانت مرسلة من الشركة السورية نفسها للمؤسسة السويسرية نفسها.

ويعتبر المحققون أن تحالفاً يضم جماعات إجرامية يقف وراء هذه العمليات لأن الحبوب الـ 85 مليونا قادرة على تلبية حاجات سوق أوروبية أكبر من حاجة السوق الإيطالية، ووفقا لفرضية قد يتعلق الأمر بـ “كارتل” لمافيا نابولي.

وساهمت تدابير العزل بسبب فيروس كورونا المستجد في عرقلة إنتاج وتوزيع المخدرات المصنعة في أوروبا مما دفع المهربين إلى جلبها من سوريا.

واحتلت هذه الشحنة المركز الأول متفوقة على شحنة قديمة مصدرها سوريا أيضاً، ففي مثل هذا الشهر من العام الماضي، قالت السلطات اليونانية إن خفر السواحل ضبط “أكبر شحنة في العالم من حبوب كبتاغون المنشطة قادمة من سوريا”، تتجاوز قيمتها نصف مليار يورو.

وقالت وحدة الجرائم المالية إن خفر السواحل وضباط مكافحة المخدرات صادروا ثلاث حاويات فيها 5.25 طناً من المخدر، على شكل 33 مليون قرص كبتاغون تم شحنها من سوريا، وتصل قيمتها إلى حوالي 660 مليون يورو، وأنها تحقق فيما إذا كانت وجهة الشحنة الصين.

وفي نيسان الماضي، صادرت السلطات المصرية كمية كبيرة من “الحشيش المخدر” مخبأة داخل علب كرتونية مخصصة لمنتجات ألبان وحليب خاصة بشركة ميلك مان التي يملكها رامي مخلوف.

وعلقت مجلة دير شبيغل الألمانية على هذا الخبر بالقول في أيار الماضي، إنها ليست المرة الأولى التي تخرج فيها مخدرات من سوريا، فقد سبق أن ضبطت العديد من الدول كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون القادمة من سوريا، وكان آخرها عندما عثرت السلطات السعودية على ملايين الحبوب المخدرة (كبتاغون) المخبأة داخل علب متة سورية.

وتحدثت المجلة الألمانية عن سيطرة حزب الله على مدينة القصير بريف حمص عام 2013، وكيف أنه أغلق المنطقة المحيطة بها وحظر دخول أحد إليها، وأقام فيها مصانع لإنتاج الكبتاغون، في حين تولى ماهر الأسد مسؤولية ضمان وصول الإنتاج إلى ميناء اللاذقية.

وأضافت أن اكتشاف شحنات المخدرات القادمة من سوريا يظهر اليأس الذي وصل إليه نظام بشار الأسد وحلفاؤه في البحث عن مصادر دخل، حيث أن تجارة المخدرات هي واحدة من المصادر القليلة المتبقية التي يمكن من خلالها الحصول على قطع أجنبي (دولار).

 

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫5 تعليقات

  1. سلاح ايران وحزب الله دائما وابدا هو المخدرات…..نوح زعيتر والمصري واواواو من اكبر تجار المخدرات ب لبنان هم مدعومين من كبار القادة بحزب الله
    ايران هي من تدير عملية الصناعة والتجارة والترويج للمخدرات بالعالم

  2. انا التزم بالرواية الايطالية لان اصدق منكم و من تجار الحشيش تبعكم

  3. معظم التنظيمات الاسلاميه من طاليبان و القاعدة و داعش و جبهة النصره و حزب الله مصدر تمويلها هو المخدرات و كذلك المافيا في امريكا الجنوبيه .

  4. بشار الأرهابي الكيماوي وحسن الشيطان أفلسوا يريدون الدولارات بسرعة وسهولة عصابة مافيا ومخدرات ٠