BBC : هل تشهد المرحلة القادمة مواجهة بين تركيا و الإمارات ؟

لم تتوقف ردود الفعل منذ التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مؤخرا خلال مقابلة تليفزيونية وشن فيها هجوما مباشرا وحادا على دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان أكار قد قال في مقابلته التليفزيونية، إن “أبوظبي ارتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسوريا” وتوعدها قائلا “سنحاسبها في المكان والزمان المناسبين”.، وأشار وزير الدفاع التركي إلى أن أبو ظبي “تدعم المنظمات الإرهابية المعادية لتركيا ” واصفا دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها دولة وظيفية، تخدم غيرها سياسيا أو عسكريا ويتم استخدامها واستغلالها عن بعد.

ومنذ أن أطلق وزير الدفاع التركي، تصريحاته ضد الإمارات، لم تتوقف رودود الفعل سواء على الجانب الرسمي، في دولة الإمارات نفسها، وبعض من الدول العربية المتحالفة معها، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الناس إلى فريقين كالعادة، أحدهما يدافع عن الإمارات والآخر يدافع عن تركيا.

وفي معرض رد فعلها على تصريحات الوزير التركي، دعت أبو ظبي تركيا السبت الأول من آب/أغسطس، إلى الكف عما وصفته بالتدخل في الشأن العربي، والتخلي عن “الأوهام الاستعمارية”.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في تغريدة له على تويتر “منطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي، فالعلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية”. واعتبر قرقاش أن “التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده” مشيرا إلى أنه “من الأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي”.

من جانبها استنكرت وزارة الخارجية بمملكة البحرين، والتي تعد حليفا لأبو ظبي الأحد 2 آب/أغسطس، التصريحات “العدائية لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة”.

واعتبرت الخارجية البحرينية، تصريحات الوزير التركي “استفزازا مرفوضا يتناقض مع الأعراف الدبلوماسية، وتهديدا مستهجنا لدولة عربية شقيقة، تميزت بمواقفها القومية الأصيلة، ودورها الفاعل البناء في المجتمع الدولي”. مؤكدة على “تضامن مملكة البحرين مع شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ووقوفها صفا واحدا مع دولة الإمارات في موقفها الثابت بشأن التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للدول ”

ويعد التصعيد الآخير الأحدث، في سلسلة صراع إقليمي بين دولة الإمارات وتركيا، في ظل علاقات يسودها التوتر منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد زادها توترا تورط البلدين حاليا، في النزاع الدائر في ليبيا، حيث تدعم تركيا حكومة الوفاق، المعترف بها من الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، في حين تدعم الإمارات مع حلفاء إقليميين، يضمون مصر والسعودية، الجنرال الليبي خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق الليبي وجانب من جنوب البلاد.

وكانت العلاقات، بين دولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا، قد تدهورت خلال السنوات الأخيرة، بفعل التنافس على النفوذ الإقليمي، ودعم تركيا لقطر في النزاع الخليجي القائم بين الدوحة من جانب، وكل من السعودية وأبو ظبي والمنامة والقاهرة من جانب آخر.

ومثل تحويل تركيا مؤخرا، متحف “آيا صوفيا” لمسجد، أحدث مناسبة لإذكاء الخلاف بين أبو ظبي وأنقرة، إذ انتقدت أبو ظبي القرار التركي، بتحويل المتحف إلى مسجد، وقالت وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي، في بيان لها، إن تغيير وضع آيا صوفيا في إسطنبول، لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي، الذي لطالما شكل إرثاً عالمياً، وقيمة ثقافية وتراثية، وجسراً لتقريب الشعوب وتعزيز الروابط المشتركة فيما بينها.

وكانت تركيا وضمن المناكفات بينها، وبين دولة الإمارات العربية المتحدة، قد أطلقت اسم “زقاق فخر الدين باشا”، على الحي الذي تقع فيه السفارة الإماراتية في أنقرة عام 2018، تيمنا منها بالحاكم العثماني الذي تتهمه دولة الإمارات، بارتكاب جرائم ضد سكان المدينة المنورة.

ويعتبر مراقبون، أن محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا في 15 تموز/ يوليوعام ،2016 مثلت محطة فارقة في تاريخ العلاقات الإماراتية التركية، حيث اتهمت بعض وسائل الإعلام التركية، دولة الإمارات بدعم الانقلاب، خاصة بعد الدعم الواضح، الذي أبدته عدة وسائل إعلام إماراتية لمحاولة الانقلاب. (BBC)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. مضحكة جداً جملة ( مواجهة بين تركيا والامارات ) ! فتركيا لو ضرطت بصمت لأزالت مايسمى بمحمية الامارات ومن فيها من أعاريب السوء من خريطة الكرة الأرضية دون أن يشعر بذلك أحد .