صحيفة بريطانية تنشر مقالاً لطبيب سوري يكشف فيه تفاصيل الوضع الكارثي الذي تشهده سوريا بسبب فيروس كورونا

نشرت صحيفة غارديان البريطانية، الاثنين، مقالاً بعنوان “أعمل كطبيب في سوريا التي يتفشى فيها فيروس كورونا دون أن يدري أحد” تحدث فيها الطبيب الكاتب الذي لم تذكر الصحيفة اسمه عن الوضع الكارثي الذي تشهده سوريا بسبب تفشي فيروس كورونا

نص المقال الذي ترجمه عكس السير:

أعمل في مجال الرعاية الصحية، في الخط الأول لمواجهة فيروس كورونا، في مستشفى حكومي سوري كبير، إن بلدنا يواجه أزمة شديدة بسبب فيروس كورونا المتفشي وسط شعب سبق وأن دمره عقد من النزاع والاضطرابات الاقتصادية، إنني وزملائي عاجزون عن فعل شيء ونتوقع حدوث الأسوأ.

تعاني ممرضاتنا وأطباؤنا من نقص شديد في الإمدادات الطبية ومعدات الحماية الشخصية، كما أن المستشفيات في دمشق وحلب وحمص وغيرها من المدن، مكتظة بالمرضى وتعاني من نقص في المعدات والأدوات الأساسية للتعامل مع الجائحة، وذلك بسبب الحرب الطويلة وسوء التخطيط والإدارة.

خلال الأسابيع الماضية، ارتفع عدد المصابين بالفيروس، إلى جانب ارتفاع عدد الضحايا، بشكل كبير وسريع، والأرقام أعلى بكثير مما تفصح عنه الحكومة أو منظمة الصحة العالمية، ولا أحد منا يعتقد أن هذه الأرقام دقيقة.

قدر مسؤول في دمشق عدد الإصابات الفعلي بـ حوالي 112 ألف إصابة في العاصمة وحدها، لدينا المئات من الوفيات التي تعتبر حالات غير مؤكدة مرتبطة بفيروس كورونا يومياً، كما أن مستشفيات حلب تعاني من نفاد أكياس الجثث.

يوماً بعد يوم تزداد قائمة العاملين في المجال الصحي، الذين توفوا جراء فيروس كورنا، طولاً، في وقت يطلب منا أن نشتري معدات الحماية الشخصية بأنفسنا.

إننا نعالج المرضى في غرف متسخة، ونعاني من نقص في الأدوية ومعدات الحماية، مستشفياتنا تعمل بما يفوق طاقتها الاستيعابية، وجميع الأسرة وأجهزة التنفس مشغولة، أحد جوانب عملنا التي تفطر القلب هو إخبار المرضى القادمين إلينا إنه لا يوجد ما نستطيع تقديمه لكم، يعتبر هذا الأمر أسوأ كوابيسنا كأطباء.

العاملون في القطاع الصحي بسوريا، غير قادرين على التحدث وكشف ما يحدث، مخبرو الحكومة يراقبون ما نقول وما نكتب عبر مواقع التواصل، إننا خائفون من مشاركة ما لدينا من معلومات حول انتشار المرض وعلاجه مع بعضنا بعضاً، إننا خائفون من الوباء ومن عواقب التحدث عما نعرفه علانية.

في ظل هذا الوضع، يفضل العديد من المرضى الذين يعانون من أعراض الإصابة، البقاء في منزلهم على الذهاب إلى المستشفى للحصول على الرعاية الصحية، كما أن الناس يحاولون شراء الأوكسجين وأجهزة التنفس بأنفسهم، أو يأملون بالشفاء من تلقاء أنفسهم دون الحصول على أية رعاية صحية، إننا نشاهد مرضى يستلقون في الشوارع ويبكون طلباً للمساعدة.

إن عدد الاختبارات التي تجرى يومياً في 5 مراكز حكومي فقط، هو 300 اختبار، وككل شيء في سوريا، فإن أصحاب الواسطات والأموال هم الأقدر على الوصول للاختبارات من غيرهم.

الحجر/ الإغلاق الذي فرضته السلطات سابقاً ألغي بلا أسباب واضحة، ما أرسل رسالة خاطئة للشعب، أضف إلى ذلك أن الكمامات باهظة الثمن، والناس لا يلتزمون بارتدائها أو بقواعد التباعد الاجتماعي، لقد ترك الناس بلا أي خيار سوى ممارسة أعمالهم اليومية والذهاب للعمل، الأمر الذي يزيد من تفشي الوباء.

لا خيار لدينا سوى مناشدة ضمير العالم، إنني أطلب من الحكومة ومكتب منظمة الصحة العالمية التعامل بشفافية، نحن بأمس الحاجة لمعرفة المدى الحقيقي لتفشي الوباء في البلاد، إن إخفاء الأرقام الحقيقة للمصابين والوفيات سيتسبب بفقدان المزيد من الأرواح.

أناشد المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، ليتخذوا إجراءات عاجلة وتدابير دعم لمستشفياتنا ومنظماتنا المحلية ونظامنا الصحي، عبر تزويدنا بالمزيد من الاختبارات وأجهزة التنفس ومعدات الحماية الشخصية وأجهزة الأوكسجين، وكما أعلم فإن الدعم الطبي والإنساني مستثنى من العقوبات الدولية.

أحث وكالات الأمم المتحدة والسلطات الصحية في سوريا على التأكد من أن توزيع الإمدادات الطبية مبني على على آلية شفافة وخاضعة للمراقبة والتقييم دون أي تأخير أو عقبات.

سوريا تقف اليوم على شفا كارثة غير مسبوقة، إنني أطلب ممن بيدهم السلطة الاستماع لما نقول قبل فوات الأوان.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫3 تعليقات

  1. الله يجزيك الخير يا دكتور….بس اعزروني لما ساقول…على كتر ما شفنا من هذا النظام الوسخ في سوريا صرت عن نفسي اتوقع ان الدكتور مدسوس من قبل النظام الفاسد كي يتلقو مساعدات من قبل منظمة الصحة العالمية….للاسف

  2. الذي تسبب بقتل مليون إنسان و تشريد 10 ملايين لن يضيره وفاة ملبون إضافي بالكورونا.