صحفي يخترق جهاز الأمن الفرنسي و يعمل متخفياً 3 سنوات موثقاً العنف و العنصرية

تمكّن صحفي فرنسي يدعى فالنتين غندروت من اختراق جهاز الشرطة الفرنسية للعمل، متخفياً، كشرطي، وذلك بعد اجتياز اختبار الدخول، في أيلول/سبتمبر 2017.

واليوم، أي بعد نحو ثلاث سنوات يصدر غندروت كتاباً، حمل بعنوان “شرطي.. صحفي يخترق الشرطة” وكان له وقع الانفجار داخلياً.

في العمل يتحدث غندروت (32 سنة) عن عنف رجال الشرطة وكراهيتهم لمثليي الجنس وافتقارهم للوسائل الممكنة فضلاً عن حوادث الانتحار في صفوف الجهاز.

في أيلول/سبتمبر 2017، التحق غندروت بمدرسة الشرطة الوطنية في سان مالوا كـ “مساعد أمن” وهي أدنى رتبة في هرم الجهاز قبل أن يتم تعيينه لمدة عام واحد في مستوصف الأمراض النفسية في مقر شرطة باريس.

ويقول الصحفي في بعض الفقرات التي أوردتها وكالة فرانس برس ” “لقد دخلت جهاز الشرطة بطريقة بسيطة للغاية، ولم يقم القيّمون على التوظيف بالبحث عن اسمي على الإنترنت ولذا كان من السهل للغاية الانضمام إلى قوة جهاز الشرطة واختراقه”.

ويضيف “العنف متكررداخل الجهاز، ليس بشكل يومي، لكن على أي حال يمكنني القول إنه متكرر”.

“بعض رجال الشرطة يصفون العرب والسود بالأوغاد”
يقول غندروت إنه أصيب بالصدمة عندما علم بحقيقة ما يجري داخل أروقة مكاتب الشرطة، فالشباب من ذوي البشرة السوداء أو من أصول عربية أو حتى المهاجرين، يستخدم بعض عناصر الشرطة تجاههم بعض الأوصاف من مثل “الأوغاد”.

ويضيف “شاهدت ثلاثة أو أربعة من رجال الشرطة يضربون مهاجرين بعد أن وضعوعهم داخل السيارة التابعة للجهاز. حينها قام شرطي أو شرطيان بضربهم داخل السيارة، قبل أن يطلقا سراحهم بتركهم على بعد خمسة كيلومترات من المكان الذي اقتيدوا منه”.

“الغالبية يتستّرون على العنف مع أن…”
يروي غندروت حوادث كثيرة ومن بين ما يتحدث عنه التستر على العنف، ويضيف أنه “مصدوم” لأن الذين يقومون بأعمال عنيفة أقلية بالمقارنة مع الآخرين.

ويذكر غندروت أنه “شاهد سلوكاً عنيفاً وعنصرياً”، ويضيف أنه “كان دائماً من تصرفات أقلية من رجال الأمن حقيقة ففي الكتيبة التي كنت منضما إليها، كنّا بعدد 32 شرطياً وكان حوالى ستة ضباط ممن يتصرفون بأساليب غير لائقة، أما الآخرون فهم ليسوا عنصريين ولا عنيفين حتى”.

التبليغ عن الممارسات
بشأن التبليغ عن الممارسات للمسؤولين أو لوسائل الإعلام يقول مؤلف الكتاب الذي من المتوقع أن يثير جدلاً كبيراً في الوسط الفرنسي “في الشرطة ينبغي ألا نقوم بالتبليغ عما يحدث. والشرطي الذي يقوم بالتنديد ببمارسات زملائه ويبلغ للمسؤولين أو يقوم بتسريب حالات معينة لوسائل الإعلام، فيتم تهميشه كما يمكن أن يكون عرضة للمضايقات”.

ويوضح في الوقت نفسه قائلاً: “من مصلحة جهاز الشرطة أن يثير صحفي هذه القضايا التي تتعلق بالممارسات ويتحدث عن انتحار ضابط شرطة بمركز الشرطة بالدائرة الـ19 على سبيل المثال”.

“لا يستهدف الأمن”
يقول غندروت إن كتابه لا يستهدف جهاز الشرطة بأي حال من الأحوال، بقدر ما هو “كتاب يتحدث عن بعض المحظورات وبعض الممارسات التي تجري حقاً داخل مراكز الشرطة”، موضحاً أن “دور الصحفي في قدرته على أن يسلط الضوء على الممارسات غير المكشوفة وإخبار العامة بمقتضياتها”.

رد مصالح محافظة باريس الأمنية
من جهتها أعلنت مصالح محافظة باريس الأمنية يوم أمس الخميس أنها أبلغت المدعي العام عن أعمال عنف في مركز للشرطة بالعاصمة تم الإبلاغ عنها في الكتاب المنشور.

رد مديرية الشرطة الوطنية الفرنسية
مديرية الشرطة الوطنية الفرنسية أكدت أنه “في هذه المرحلة لم يتم التعرف على ضباط الشرطة المتهمين ولا يتم التحقق من الوقائع المزعومة حتى الوقت الحالي” مضيفة في الوقت نفسه عبر بيان أوردته جريدة لوموند “من أجل إثبات صحة الوقائع الواردة في هذا الكتاب والتي نقلتها وسائل الإعلام، وبناءً على طلب وزير الداخلية، قام قائد شرطة باريس ديدييه لالمان بإبلاغ المدعي العام و تقدم في الوقت نفسه لأغراض إدارية إلى المفتشية العامة للشرطة الوطنية. (euronews)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. أعمال العنف التي تحصل ضمن أروقة مخافر الشرطة السورية والأجهزة الأمنية أكثر بكثير من عنف الشرطة الفرنسية. الأجهزة الأمنية السورية العلوية عنصرية ولا تتصرف بشكل قانوني والشرطي متعطش لممارسة العنف تجاه الشعب من دون أن يكون هناك أي مبرر. ينسب العديد من العلويين أنفسهم إلى أصول حلبية، فالمدينة الأكبر شمال سوريا كانت عاصمة الدولة الحمدانية سابقاً قبل احتلال الأيوبيين لها، حيث يحكي العلويون أنهم يعودون لدولة الحمدانيين حيث كانت حلب عاصمتهم، وقاد سقوطها بيد جيش صلاح الدين الأيوبي إلى هروبهم إلى الجبال الغربية المحاذية للبحر خوفاً من الجيوش السنية. هذا الانتقال شبه الكلي نحو المناطق الجبلية تسبب بعزلة طويلة للعلويين خصوصاً خلال فترة الاحتلال العثماني للمنطقة، حيث أجبروا على البقاء في الجبال كونها آمنة من الجيوش العثمانية