معهد دراسات الحرب الأميركي : ” هجوم النظام السوري على إدلب قد يكون وشيكاً .. و تركيا وافقت على التنازل عن هذه المناطق “

في تطور قد يكون لافتا على المستوى الميداني في الحرب السورية، قال معهد دراسات الحرب الأميركي في تقرير له، صدر مؤخرا، أن أنقرة وافقت على التنازل عن السيطرة على مناطق في جنوب إدلب للقوات التابعة لنظام بشار الأسد، وذلك خلال اجتماع عقد 16 سبتمبر الجاري بين مسؤولين روس وأتراك.

ولفت التقرير إلى أنه في حال صحت تلك المعلومات، فمن المحتمل أن يكون هجوم قوات النظام السوري وحلفاؤه قد بات وشيكا.

واعتبر التقرير أن روسيا وتركيا تتفاوضان على اتفاق ينص على انسحاب تركي جزئي من إدلب، وأن مؤشرات ذلك، سحب تركيا المئات من قواتها من بلدات جنوب إدلب في منطقة جبل الزاوية مثل بلدات وقرى عبديتا، وإحسم، والمغارة، وبيليون مطلع الشهر الحالي بذريعة إعادة انتشار تتعلق بالنزاعات البحرية الجارية بين تركيا واليونان.

واعتبر المعهد الأميركي أن الانسحاب التركي من تلك المناطق يعد “منعطفاً مهماً” في الأزمة السورية.

وكانت إدلب، التي باتت آخر معقل رئيسي للمعارضة السورية المسلحة، قد تعرضت لغارات جوية قبل يومين تعد الأعنف من نوعها منذ اتفاق وقف إطلاق النار في مارس الماضي.

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن خمس طائرات روسية قد شنت أكثر من 30 غارة عنيفة قرية عرب سعيد وغابات بلدتي كفرجالس وباتنته بريف إدلب الجنوبي مما أدى إلى دمار واسع في المباني والممتلكات.

وأوضحت مصادر في الدفاع المدني التابع للمعارضة أن بعض الغارات استهدفت مواقع عسكرية دون معرفة حجم الأضرار في تلك المواقع.

وتعقيبا على ما ورد في تقرير معهد دراسات الحرب الأميركي، أوضح المحلل العسكري إسماعيل أيوب لموقع “الحرة” أن منطقة جبل الزواية في جنوب محافظة إدلب على شفير اتفاق لتسليمها لقوات النظام السوري وروسيا على غرار ما حدث في مناطق سابقة شهدت معارك عنيفة قبل أن ينتهي الأمر بتركها إلى قوات بشار الأسد مثل مدينة مورك في ريف حماة ومعرة النعمان وسراقب في ريف إدلب.

ونوه إلى أن التصعيد الروسي الأخير من خلال الغارات العنيفة التي تشنها مقاتلاتها على المنطقة يشير إلى قرب عملية عسكرية كبيرة قد تقوم بها قوات النظام السوري والميلشيات المتحالفة معها.

ولم يستبعد أيوب أن يكون هناك “اتفاق خفي” بين روسيا وتركيا على تسليم منطقة جبل الزاوية مقابل مقايضة معنية بين الطرفين، فمنطقة جبل الزاوية تعد ذات أهمية استراتيجية للنظام نظرا لإطلالها على ريف سهل الغاب في محافظة حماة، ولوجود فصائل جنوبي طريق “M4” الدولي الرابط بين حلب واللاذقية، والذي يعتبر شريانا حيويا لنظام دمشق.

وبالمقابل قد تسعى تركيا، بحسب المحلل السوري العسكري المعارض، إلى الحصول على مساعدات وتسهيلات روسية لكي تسيطر الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة على منطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي وطرد قوات سوريا الديمقراطية منها والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية تشكل خطرا كبيرا على أمنها القومي.

وتابع: “رغم كل ذلك يبقى الوضع معقدا في المنطقة وغير واضح المعالم وذلك بسبب غموض الموقف الأميركي بشأن ما يجري حاليا، ومدى استعداد واشنطن لقبول صفقة من هذا النوع بين تركيا وروسيا”.

من جانبه، أكد المحلل العسكري السوري المعارض أحمد شروف لموقع “الحرة” أن تركيا لن تنتازل عن كامل منطقة إدلب مهما كانت النتائج، إذ تضم هذه المنطقة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 3 آلاف كليومتر مربع نحو 4 ملايين مدني، كما أن تلك المنطقة تعد المعقل الأخير للفصائل المسلحة، وبالتالي لن يكون أمام 60 ألف مقاتل سوى القتال حتى الرمق الأخير.

وأكد صعوبة الموقف وتعقيده هناك، مع وجود ما اسماه مواقف روسية متسرعة تعزز من صلابة الموقف الأميركي القوي بالأساس. (alhurra)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. تلك البقعة المتبقية من أرض سوريا هي كالشوكة في خاصرتها ونأمل أن يتم انتزاعها بكل السبل انتزاعاً قاصما ونهائياً لكي ترتاح سوريا وشعبها ويعود السلام والأمان الى ربوعها متمنين أن يكون النظام قد تعلم درساً ولن ينساه أو يكرره في قهر الشعب السوري بكل المعاني .