يعلم ما يحدث و قدم مقترحات منفصلة عن الواقع ! .. صحيفة أمريكية تكشف ما دار بين بشار الأسد و صحافيين موالين اجتمع بهم مؤخراً

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الثلاثاء مقالاً تحت عنوان “بعد انتصاره بالحرب في سوريا.. الأسد غارق في الأزمات الاقتصادية”، روى فيه كتابه عن سوريين في الداخل تفاصيل مؤلمة عما فعلته الأزمة الاقتصادية الكارثية بحياتهم..

وروى الصحافيان أيضاً تفاصيل عن اجتماع بشار الأسد بعدد من الصحافيين الموالين وكيفية رؤيته للأمور وتعامله مع الأزمة ومعرفته بكل ما يعانيه الناس واقتراحاته المنفصلة عن الواقع لتخفيفها، ورفضه لزواج المثليين والسلام مع إسرائيل.

وجاء في المقال، بحسب ما ترجم عكس السير: بعد انتصاره في الحرب التي اندلعت قبل عقد، غرق بشار الأسد في أزمة اقتصادية التي باتت تشكل التهديد الأكبر له، لكنه في اجتماع عقد مؤخراً، لم تكن لديه أية حلول ملموسة لقدمها لبلاده التي حاقت بها الكارثة.

خلال لقاء خاص جمعه بصحافيين موالين، سئل بشار الأسد عن الانهيار الاقتصادي وتدهور العملة الذي أدى لتآكل قيمة الرواتب، إلى جانب الارتفاع الكبير في أسعار السلع الأساسية وأزمة الوقود والخبز، وكان جوابه “أعلم ذلك” بحسب ما أكد شخصان على علم بما دار في ذلك اللقاء.

لم يقدم بشار الأسد أية حلول لمواجهة الأزمة، باستثناء هذه الفكرة.. “على القنوات التلفزيونية إيقاف بث برامج الطبخ كي لا تظهر بمظهر الساخرة من السوريين عبر عرضها لصور طعام ما عاد الناس قادرين على شرائه”.

مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة للحرب الأهلية السورية، لم يعد الخطر الذي يتهدد الأسد هو الفصائل المعارضة أو القوى الأجنبية التي تسيطر على مساحة كبيرة من سوريا، بل الأزمة الاقتصادية المدمرة التي أعاقت إعادة إعمار المدن وأفقرت المواطنين وتركت عدداً متزايداً منهم يكافح ويعاني ليحصل على ما يكفيه من طعام.

اجتماع بشار الأسد بالصحفيين السوريين الشهر الماضي، وهو اجتماع لم يسبق أن أعلن عنه أو تحدثت عنه وسائل الإعلام حينها، قدم نظرة نادرة وغير مألوفة لقائد بدا أنه منفصل عن الواقع ومبتعد عن المخاوف الحقيقية التي يعاني منها شعبه، كما أنه بدا عاجزاً عن فعل أي شيء حيالها، وفق ما علمت به نيويورك تايمز حوال النقاش عبر شخص حصل على المعلومات من عدة صحافيين، وقد تم تأكيد صحة هذه التفاصيل من قبل أحد الحاضرين، بشكل مباشر.

على الرغم من أن الاجتماع كان خاصاً ومغلقاً، إلا أن بشار الأسد لم يغير أسلوبه المعتاد، وظل متمسكاً بتصريحاته التافهة المبتذلة التي تميز خطاباته العامة، كان يرتدي بزة داكنة ويتحدث بلسان الأستاذ، ويلقي باللوم جراء ما يحصل في سوريا على مجموعة من القوى.. الرأسمالية العالمية المتوحشة وغسيل الأدمغة الذي تقوم بها مواقع التواصل الاجتماعي والنيوليبرالية التي عملت على تقويض القيم السورية.

وطمأن بشار الأسد الصحفيين الحاضرين، بأن سوريا لن تعقد اتفاق سلام مع إسرائيل كما أنها لن تسمح بزواج المثليين، علماً أنها قضايا لا تشغل بال معظم السوريين.

يمر الاقتصاد السوري بأسوأ فترة منذ اندلاع الحرب في 2011، في هذا الشهر تراجعت الليرة السورية إلى مستوى قياسي مقابل الدولار في السوق السوداء، ما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكاليف الاستيراد بشكل كبير، كما أن أسعار الأغذية تضاعفت العام الماضي، وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن أكثر من 60% AksAlser.com من السوريين (12.4 مليون) معرضون لخطر الجوع وعدم القدرة على تأمين الطعام وهو رقم قياسي غير مسبوق.

يكرس السوريون اليوم معظم وقتهم للبحث عن محروقات للطهي والتدفئة، ويقفون في طوابير طويلة للحصول على الخبز، وسط استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي لا يصل لبعض المناطق سوى بضع ساعات في اليوم، الوقت الذي يكفي بالكاد لشحن الهواتف المحمولة.. لقد اضطرت سيدات يائسات لقص شعرهن وبيعه لإطعام عوائلهن.

في صالون لتصفيف الشعر في دمشق، قالت أم لثلاثة أطفال، اشترطت عدم الكشف عن اسمها كسائر من قابلتهم نيويورك تايمز، خوفاً من الاعتقال: “كان علي بيع شعري أو جسدي”.. كان زوجها النجار مريضاً ولا يعمل إلا بشكل متقطع، وقد كانت بحاجة لمحروقات للتدفئة ولمعاطف لأطفالها.

باعت السيدة شعرها بما يعادل 55 دولاراً، وسيستخدم في صنع شعر مستعار، وقد استخدمت ما جنته لشراء وقود للتدفئة ومعاطف للأطفال، ودجاجة مشوية لم تتذوق العائلة مثلها منذ 3 أشهر.. بكت السيدة ليومين بعد ذلك لشعورها بالخجل والهوان.

تسبب انخفاض الليرة السورية مقابل الدولار بجعل راتب الأطباء الشهري يعادل ما لا يتجاوز 50 دولاراً، وسبق لنقيب الأطباء أن قال إنهم يسافرون للعمل في الخارج، في السودان والصومال التي تعبر من الدول النادرة التي ما زالت تسمح بدخول سهل للسوريين، إلا أن أياً منهما لا يتمتع باقتصاد قوي، مع الإشارة إلى أن عاملين في مهن أخرى غير الطب، يجنون أقل من ذلك.

يقول موسيقي مقيم في دمشق، إن “ما يهم الناس بالدرجة الأولى هو تأمين الطاعم والوقود، كل شيء أصبح باهظ الثمن ولا يجرؤ الناس على التفوه بأي انتقاد”.

هناك العديد من الأسباب المتقاطعة التي أدت لما تشهدته البلاد اليوم، الأضرار الكبيرة والنزوح بسبب الحرب، والعقوبات الغربية الشاملة على حكومة بشار الأسد ومن يتعاون معها، بالإضافة إلى الانهيار المصرفي في لبنان التي كان الأثرياء السوريون يحتفظون بأموالهم فيها، إلى جانب الإغلاق الهادف لمكافحة تفشي فيروس كورونا.

في ظل وقوع معظم الثروة النفطية والزراعية للبلاد في المنطقة الشمالية الشرقية الخاضعة لسيطرة القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة، فإن بشار الأسد لا يملك طريقاً معبداً للخروج من الأزمة.. لقد أنفق الروس والإيرانيون، أقرب حلفاء سوريا، الكثير لمساعدة بشار الأسد على حسم الحرب لصالحه، لكن كل منهما يعاني من مشكلات اقتصادية أيضاً، ولا يمكنهما تقديم المساعدة بالشكل الكافي، وقد استمرت روسيا بتزويد سوريا بمساعدات عسكرية كبيرة لسوريا على عكس المساعدات الإنسانية المحدودة.

قال ألكسندر أيفيموف، السفير الروسي في سوريا، مؤخراً، إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا شديد الصعوبة اليوم، كما أن إرسال مساعدات من روسيا أصبح أمراً صعباً أيضاً نظراً لمعاناة الأخيرة من أزمة كورونا والعقوبات الغربية.

في الأسبوع الماضي، استخدمت الحكومة السورية الشابة الإسرائيلية التي اعتقلتها بعد دخولها إلى سوريا، كورقة للتفاوض حول إطلاق سراح راعيين سوريين والحصول على 60 AksAlser.com ألف جرعة من لقاح كورونا، وقد دفعت إسرائيل ثمنها 1.2 مليون دولار لروسيا.

وعلى الرغم من هذه المشكلات، ما زال بشار الأسد ممسكاً بزمام السلطة، وبعد عقد من الحرب وصل الأمر إلى طريق مسدود، في حين يقبع ثلثا مساحة البلاد ومعظم سكانها تحت سيطرة حكومة الأسد.

ويتطلع الأسد اليوم إلى الفوز بالانتخابات الكوميدية المزيفة المقررة في الربيع المقبل، آملاً بإقناع خصومه بالتخلي عن أمل تغير النظام والقبول به كرئيس لسوريا الآن ومستقبلاً.. لم يستجب مكتب الأسد الرئاسي لطلبات نيويورك تايمز للتعليق على ما ورد في هذا المقال، بما في ذلك الأسئلة المتعلقة باللقاء الذي جمعه بالصحفيين.

فرض رقابة محكمة على أي صوت أو توجه معارض داخل البلاد، هو جزء من استراتيجية بشار الأسد، ففي الشهر الماضي نشت مذيعة سابقة في التلفزيون السوري (هالة الجرف) انتقادات غير مباشرة عبر حسابها في فيسبوك، فألقي القبض عليها بتهمة انتهاك قوانين الجرائم الإلكترونية.

شهد اجتماع بشار الأسد بالصحافيين لحظة من التوتر، عندما سأل أحدهم عن الكيفية التي سيتعامل بها الرئيس مع غضب الشارع الموالي بسبب الأزمة الاقتصادي، وهنا قاطعه مستشار رئاسي بغضب، إلا أن الأسد سمح للرجل بالتحدث وأجابه بالقول إنه على علم بالألم الذي يعاني منه الناس، لكنه لم يقدم سوى تأكيدات مبهمة زعم من خلالها بأن الوضع في طريقه للتحسن، دون أن يكشف عن أية خطة واضحة تساعد على تحقيق ما قاله.

غالباً ما تظهر زوجة بشار الأسد الأنيقة المولودة في بريطانيا، في فعاليات عامة، في محاولة للإيحاء أن الحياة مستمرة بشكل طبيعي في سوريا، وقد خاطبت مشاركين في المسابقة الوطنية للعلوم في سوريا بالقول إن التعليم عبر الإنترنت يوفر الوقت والمجهودات والأموال، كما أنه يضمن تحقيق العدالة ويجعل المعلومات في متناول جميع الطلاب في جميع المناطق، وفي ما نقلت عنها وكالة الأنباء الحكومية، إلا أنها لم تتطرق إلى الكيفية التي سيلجأ لها الطلاب لإكمال تعليمهم عبر الإنترنت في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

على مقربة من قصر الأسد، يجني أب سوري لتسعة أبناء ما يعادل 5 دولارات يومياً من بيع الخضار والفواكه التي أمنت لعائلته قوت يومهم حتى خلال أسوأ سنوات الحرب، لكن الأسعار ارتفعت العام الماضي بسرعة كبيرة أجبرته على تنويع منتجاته لتغطية نفقاته، فأصبح يصنع دبس الرمان ومخلل الباذنجان، لكنه توقف في وقت لاحق بعد أن بات تأمين غاز الطهي أمراً بالغ الصعوبة.

لم يعد الأب قادراً على تحمل التكاليف المدرسية، ما دفع اثنين من أبنائه لترك المدرسة وثالث للهجرة إلى ألمانيا التي يرسل منها مالاً يكفي لدفع إيجار المنزل، في حين يقضي رابع ساعات من الانتظار ضمن الطوابير للحصول على الخبز بالسعر الحكومي المدعوم.

يضيف الرجل: “لقد ابتعت دجاجة (فروج) الأسبوع الماي، واستخدمتها زوجتي لتحضير 3 وجبات، حتى الكماليات البسيطة باتت نادرة”.. من كانوا يصنفون على أنهم ضمن الطبقة الوسطى في سوريا، أصبحوا فقراء اليوم.

يقول وسيم، الموظف في إحدى الوزارات في سوريا، إنه كان وزوجته يستطيعان عبر رواتبهما شراء الحاجات الأساسية بسهولة (خبز – وقود – غاز الطهي – الملابس) حتى عندما سيطر جهاديو تنظيم الدولة على مساحة واسعة من البلاد قبل سنوات وكانت المعارك محتدمة، ولكن مع انهيار العملة الذي بدأ أواخر 2019 Aksalser.com، تقلص دخلهم وأجبروا على شراء طعام أقل كلفة وملابس مستعملة، وقد افتتح الموظف مؤخراً متجراً للعطور ليعمل فيه بعد نهاية دوامه في وظيفته الأساسية، بهدف تحسين دخله، الأمر الذي لا يترك له سوى قليلاً من الوقت للانتظار ضمن طوابير الخبز، ما يجبره على شرائه بعيداً عنها بسعر يعادل 35 سنتاً لكل 6 أرغفة، وهو سعر أغلى بـ 6 مرات من سعر الخبز المدعوم حكومياً.

في ظل المعاناة اليومية التي يعيشها، ما عاد وسيم يطيق الصبر على تركيز الحكومة السورية على القضايا السياسية التي لا تؤثر على حياته اليومية، كقضية الحرب مع إسرائيل، وعن ذلك يقول: “يتناهى لمسامعنا يومياً تصريحات من الرئيس بشار الأسد وحكومته حول الممانعة والسيادة الوطنية، في الوقت الذي تغلق الحكومة الآذان والعيون ولا تبدي أي اهتمام بظروفنا المعيشية”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. رئيس مدلل من الماما ومركوب من حرمته لا يستحي، كيف التعامل معه.
    هل طريقة كلامه وحركات جسده طبيعية أم دلالة عن غنج وميوعية ( الطغاة لهم صفات خاصة أولاد القذافي وصدام كانوا متعجرفون و قساة اولاد مبارك كانوا تحت الرادار نحن الطاغية تبعنا حبوب الماما هبور شخصية بسيطة و شبه غبي وعندما تترك المجال لغبي وهو يعرف أنك تعرف أنه غبي ترى ما تراه)