بعد القصف الإسرائيلي الأخير و غضب المستوردين : النظام يلغي آلية دفع الدولارات لـ ” الفاضل ” .. و هذا ما تم قصفه في ميناء اللاذقية

علم عكس السير، من مصادر ذات صلة، أن سلطات النظام ألغت قراراً شفهياً كانت عممته بين المستوردين، بعد القصف الأخير الذي طال ميناء اللاذقية وتسبب بخسائر فادحة.

وفي التفاصيل، فإنه منذ ثلاثة أشهر بات على المستوردين دفع ثمن بضائعهم لمصدرهم الأجنبي عبر “شركة الفاضل” للصرافة والحوالات، المقربة من إيران.

وتقضي الآلية التي أقرت حينها، على أن سعر المستوردات تحدده السلطات (الجمارك)، بغض النظر عن سعره الحقيقي، وعلى الراغب بالاستيراد دفع قيمة مستورداته مقدماً عبر الشركة، التي باتت أشبه ببنك مركزي جديد، لتقوم بعد حجز الأموال لثلاثة أسابيع عل الأقل بتحويلها إلى المورد.

وتسببت هذه الآلية بالكثير من الفوضى والتأخير، وأجبر تجار ومستوردون، بحسب ما أكد عدد منهم لعكس السير، على دفع ثمن مستورداتهم مرتين، مرة لشركة الفاضل وأخرى للمصدر الذي بات يرفض التعامل بتلك الآلية لما تسببه من تأخر وفوضى في عمليات الإرسال والشحن.

ويقوم المورد الذي حصل على أمواله من المستورد السوري بطرق أخرى، بإعادة الأموال المودعة لدى الفاضل، بعد أن ترسل إليه.

ونتيجة لهذه الطريقة التي رغبت سلطات النظام من خلالها الاستمرار في محاولة تخطي العقوبات المفروضة، والاستفادة من “حركة الدولار” لأقصى درجة ممكنة، ومعرفة المصادر التي يتعامل مع التجار والمستوردون، والتي ترفض التعامل مع الجهات السورية الرسمية أو المقربين منها، خوفاً من العقوبات.

وبعد 3 أشهر من اعتماد هذه الآلية، إلى جانب الكثير من المشكلات والتخبط والعراقيل التي ترافق عملية الجمركة وتحويل الأموال وإدخال البضائع، على حد تعبير أحد المستوردين، تكدست عشرات الآلاف من “الكونتينرات” في الميناء (ما لا يقل عن 40 ألفاً).

أما عن الاستهداف الأخير الذي طال الميناء، فعلم عكس السير أن الشحنة التي استهدفتها الصواريخ الإسرائيلة وصلت على متن سفينة قادمة من إيران، وكانت تحتوي إلى جانب الأسلحة على أطنان من الحليب المعلب (بودرة) والنشاء ومواد التغليف البلاستيكية (بروبولين) الأمر الذي يفسر الحرائق الكبيرة التي اندلعت بعد القصف.

ولم تقتصر الخسائر جراء القصف على الأسلحة فقط، إذ أن شحنة الحليب المذكورة تضررت بشكل كبير، وبلغت الخسائر ما قيمته 600 ألف دولار، ولم يتسن لعكس السير الوصول إلى معلومات متعلقة بقيمة خسائر البضائع الأخرى التي راحت ضحية للقصف الذي يفترض أنه كان يستهدف الأسلحة الإيرانية.

وأدى هذا القصف إلى اتخاذ النظام قراراً بإلغاء آلية دفع أموال الاستيراد عبر “الفاضل” تجنباً لأي تكدس جديد للبضائع في الميناء، بالإضافة إلى الاستهجان الكبير من قبل المستوردين الذين باتت أصوات اعتراضهم تعلو مؤخراً بسبب تضرر مصالحهم ورفض مصادرهم قبول الأموال عن طريق “الفاضل”، وعدم توفر السيولة الكافية لديهم للاستمرار بالدفع بالطريقة السابقة (الدفع للفاضل والموردين معاً).

وقوبل الصمت والتبريرات الروسية للقصف الإسرائيلي الأخير باستهجان كبير في الأوساط الموالية، دفع الكثيرين من “مشاهير” المؤيدين والمسؤولين من التعبير عن رأيهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأبرز المعترضين كان المافيوزي المعروف فارس شهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة، حيث قال إن “يبدو ان الدب الروسي نومه عميق جداً جداً.. او انه لا يريد ان يستيقظ!.. هزلت”.

وأضاف: “كل الحلفاء دون استثناء استطاعوا خلال السنين عبرنا و بمساعدتنا تثبيت معادلات ردع استراتيجية مع خصومهم الدوليين إلا نحن..! متى سيدرك هؤلاء الحلفاء ان قبول الشعب السوري بهم و احتضانه لهم منوط بإعادة تثبيت توازن الرعب مع العدو الصهيوني بمعادلات ردع جديدة تحفظ الكرامة و السيادة..؟!”.

واعتبرت صحيفة “الشرق الأوسط”، أن الغارة الإسرائيلية على ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية غربي سوريا مؤخراً، قد تشكّل “نقطة محورية، أو على الأقل محطة أساسية، في الصراع السوري”.

وقالت الصحيفة، السبت، إن الغارة الإسرائيلية على ميناء اللاذقية، تضمنت رسائل روسية إلى النظام السوري وإيران والولايات المتحدة ودول أخرى.

وأشارت إلى “التغير الكبير” في موقف موسكو وخطابها حول الغارات الإسرائيلية، خاصة بعد لقاء رئيس وزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أكثر من شهرين، مؤكدة أن إسرائيل حصلت على “ضوء أخضر” من روسيا، لتوجيه “ضربات أشد وأدق وملاحقة إيران في سوريا ومنع تموضعها الاستراتيجي”.

ورأت الصحيفة أن موسكو قررت بعث رسائل عدم رضا إلى طهران ومحاولة تمددها العسكري في سوريا، كما قررت رفع مستوى الضغط على دمشق، كي تنحاز إلى الخيارات الروسية.

وأضافت أن “لجم الاستهداف الإيراني للوجود العسكري الأميركي، ومباركة القصف الإسرائيلي للوجود الإيراني، وغض الطرف على تأليب القاعدة الاجتماعية في الساحل السوري، والتدخل مباشرة لتفكيك شبكات المخدرات قرب حدود الأردن، رسائل روسية إلى دول عربية كي لا تتراجع عن التطبيع مع دمشق، وإلى واشنطن وتل أبيب كي تباركا أكثر الدور الروسي في سوريا”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. قال الدب الروسي نومه عميق 😂😂
    أنتم من توهم أنكم “حلفاء” والحقيقة تظهر الآن

  2. الدب الروسي نومه عميق فعلا ولكن اذا صحى فانه خطير لآنه لا يرى الا نفسه. ايران تريد خروجه وهو يريد خروج ايران من سوريا ولكن تضترب المصالح بين الاثنين لن يدع الفوز لأي منهما وذلك لأن أمريكا واسرائيل تريدان أن يستمر هذا التنافس بين الطرفين لمصلحتها باطالة اللعبة في سورية لتبقى دولة فاشلة يتحمل فشلها الروسي والايراني وهما مسروران.