ارتفاع سعر السيارة ” ترابانت ” الألمانية إلى أعلى مستوياته بعد 60 عاماً على ظهورها
قبل انتهاء الحرب الباردة وانهيار سور برلين عام 1989، اعتاد الأجانب الذين يزورون برلين الشرقية على الابتسام بسخرية وهم يرون السيارة الصغيرة ذات الرائحة السيئة ترابانت التي تحولت فيما بعد إلى رمز لانهيار سور برلين. لكن الآن وبعد مرور أكثر من 60 عاما على ظهورها لأول مرة هناك بعض المتحمسين الذين يدفعون مبالغ مالية لشراء سيارة من هذا الطراز.
يقول جيرد هاينمان الخبير في شركة بي.بي.إي أوتوموتيف للاستشارات إن “متوسط سعر السيارة ترابي 601 ذات الحالة الجيدة ارتفع إلى حوالي 7300 يورو، ومازالت قيمتها ترتفع”.
هذه الأسعار تمثل تحولا ملحوظا بالنسبة لسيارة ضعيفة كانت في وقت من الأوقات أضحوكة عالمية بسبب محركها الضعيف وسحابة الدخان كريه الرائحة التي تنبعث منها أثناء السير.
تحولت السيارة ترابانت 601 إلى أيقونة في ألمانيا عام 1989 عندما بدأت مئات السيارات منها عبور الحدود بين ألمانيا الشرقية والغربية في ذلك الوقت.
وربما سيجد الكثير من المتحمسين لهذه السيارة القديمة صعوبة في العمل معها بمحركها الذي تبلغ قوته 23 حصانا، ويعتمد على تبريد الهواء وسرعتها القصوى التي تبلغ 100 كيلومتر في الساعة وجسمها المصنوع من البلاستيك بدلا من الألواح المعدنية.
ومع ذلك فإن جاذبيتها تكمن في المصباحين الأماميين الكبيرين اللذين يمنحاها مظهرا كارتونيا مقارنة بشكل السيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (إس.يو.في) والسيارات الحديثة المعقدة.
يذكر أن شركة في.إي.بي ساشينرينج أوتوموبيل فيركه الألمانية الشرقية قدمت أول نسخة من السيارة ترابانت 601 في أوائل آذار/مارس 1964 خلال معرض الربيع في ليبزيج . وكانت السيارة نسخة معدلة من السيارة ترابي التي بدأ إنتاجها عام 1957.
واستمر بيع السيارة ترابي 601 حتى عام 1991 ليصل إجمالي مبيعاتها إلى أكثر من 8ر2 مليون سيارة. وكان يمكن مشاهدة هذه السيارات باللون الأزرق البستيل أو الأبيض الثلجي أو الأخضر وهي تسير من برلين الشرقية إلى جزيرة روجن الشمالية، بل بإن بعضها وصل إلى القطب الشمالي في وقت من الأوقات.
وتشير أرقام هيئة النقل الألمانية إلى ارتفاع عدد سيارات ترابي 601 منذ حوالي 10 سنوات. وفي عام 2014 كان هناك 3ر32 ألف سيارة مسجلة من هذا الطراز، ثم ارتفع الرقم إلى 40 ألف سيارة في العام الماضي، منها نحو 32 ألف سيارة في شرق ألمانيا و8300 سيارة في غربها. (DPA)