في حلب وسط تعتيم كبير .. البدء بإنهاء واحدة من أكبر و أطول عمليات الفساد التي يقودها ” كبار ” المدينة

سرقت فيديوهات رامي مخلوف الأضواء من حدث يجري في حلب ولا يقل أهمية عن تلك الفيديوهات، أبطاله عدد من كبار الفاسدين والمافيوزيين، على رأسهم أحد أشهر المحامين في سوريا وشقيق أحد مستشاري بشار الأسد، إلى جانب شخصيات أخرى “مهمة”، والذين يبدو أنه قد أزف -كما يبدو- موعد تحييدهم على اعتبارهم نسخة “ميني مخلوفية”.

بالتزامن مع حملة الانتقادات التي شنها الإعلام الروسي على النظام، والتي تبين لاحقاً أنها مقدمات لما سيحصل، علم عكس السير أن سلطات النظام الأمنية بدأت بإنهاء واحدة من أكبر وأطول عمليات الفساد في حلب منذ اندلاع الثورة، والتي شملت نواح عدة أبرزها ما سيكشف عنه الموقع في مواد لاحقة، وقد يكون وقع ضحيته أي سوري (حلبي) قد يقرأ هذه السطور.

وبدأت الحملة مؤخراً باعتقال مدراء صفحات معروفة عبر موقع فيسبوك، تعمل على تغطية أخبار حلب ونشر ما هو متعلق بالمخالفات والتجاوزات وقضايا الفساد فيها، ليتبين أن هؤلاء المدراء تابعون لشبكة احتيال يديرها أشخاص نافذون يستخدمون تلك الصفحات في خدمة مصالحهم عبر استهداف أشخاص (مسؤولين / موظفين / جهات حكومية /…) بما يتناسب مع ما يسعون لإنجازه.

وإلى جانب هؤلاء، ألقت قوات الأمن القبض على المدعو سامي حلاق، أمين سر غرفة التجارة، أحد أبرز محدثي النعمة المافيوزية في حلب، والذي باتت خلال السنوات القليلة الماضية واحداً من أغنى أغنياء المحافظة ومن الآمرين الناهين فيها، ومن القلة المقربة لـ “القصر”.

وأكدت مصادر عكس السير أن حلاق حاول الفرار، وأن قوات الأمن احتاجت 10 أيام للنجاح بإلقاء القبض عليه.

وذكرت وسائل إعلامية موالية، أن الحملة الأمنية نتج عنها كشف شبكة محامين تسيطر على الصفحات الإخبارية المذكورة، وتمولها بمبالغ طائلة، وتستخدمها لـ “نشر غسيل الدولة” بهدف تحقيق مكاسب شخصية.

وأضاف الإعلام الموالي أن الصفحات “كانت توظف لتحريض الشارع ضد أي مسؤول أو قرار لا يروق لهم (أعضاء الشبكة) ولمصالحهم الشخصية بعد أن تم تشكيل لوبي اقتصادي قانوني سياسي أوصلهم هذا اللوبي إلى عدم إمكانية تحمل تفكيرهم بأن يصطدموا بمن يعرقل أعمالهم ومصالحهم مهما كانت باطلة ومشبوهة”.

وقال أيضاً: “التحقيقات التي أصبحت في عهدة لجنة أمنية رفيعة المستوى في دمشق، كشفت عن قضايا هي أكبر من إدارة صفحات فيس بوك وبغض النظر عن مهامها ومحتوى نشرها، كتزوير عقارات وانتقال ملكيات لها بطرق غير شرعية بلغت قيمتها مليارات الليرات، وملفات فسـاد متعددة بات بالدليل القاطع تورط العديد من المسؤولين في عدة سلطات واشتراكهم بالأمر مع المتورطين الموقوفين”.

وتفيد معلومات عكس السير بأن نشطات هذه الشبكة لا تقتصر على تزوير العقارات بل تشمل مجالات أخرى، وإن كانت عمليات التزوير أبرزها، ويقود هذه الشبكة التي يعتبر سامي حلاق أحد واجهاتها، محام يعتبر من بين أشهر المحامين في سوريا، وكان يعرف في حلب على أنه “محامي رامي مخلوف” وإلى جانبه ابن شخصية نظامية معروفة ومقربة من الأسد، بالإضافة إلى أحد مستشاري بشار الأسد.

وسينشر عكس السير في مواد لاحقة، خلال الأيام القليلة المقبلة، التفاصيل الموسعة -فور اكتمالها- حول ما كانت تفعله هذه الشبكة، إلى جانب المعلومات الكاملة المتعلقة بسامي حلاق وتاريخه وصولاً لاعتقاله، بالإضافة إلى الأسماء “الكبيرة” المتورطة والأسماء “الكبيرة” الأخرى التي تقف وراء هذه الحملة، والأسباب التي دفعت لبدئها في الوقت الحالي.