” مجاملة تاريخية للولايات المتحدة ” .. تركيا تسمح لأمريكا باستخدام قاعدة ” إنجرليك ” في حربها ضد داعش

وقّعت الحكومة التركية قرارا يسمح للطائرات الأمريكية بدون طيار المحمّلة بأسلحة وصواريخ لضرب داعش انطلاقا من قاعدة “إنجيرليك” الجوية في مدينة أضنة جنوب البلاد.

وكان تانجو بيلغيتش الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، قال قبل أيام إن بلاده في هذه المرحلة لا تستطيع إعطاء موافقة لقوات التحالف لضرب مواقع داعش من قاعدة إنجرليك العسكرية.

وفي هذا السياق قال الصحفي التركي متهان دمير المعروف بقربه من قيادة الجيش التركي في مقال له بعنوان: “مجاملة تاريخية للولايات المتحدة” نشره على حسابه في مدونته الشخصية إن أنقرة سمحت لأمريكا بالإقلاع الجوي للطائرات الفتّاكة من قاعدة إنجيرليك لضرب تنظيم داعش.

وفيما يلي أبرز النقاط التي تطرق إليها الكاتب في مقاله، بحسب صحيفة “زمان” :

“اتخذت تركيا قرارا تاريخيًّا بخصوص قاعدة إنجيرليك الجوية التي ترغب الولايات المتحدة في استخدامها في العمليات المسلحة واسعة النطاق ضد تنظيم داعش الذي قلب الموازين رأسًا على عقب في كل من العراق وسوريا لكنها لم تكن لتحصل على موافقات من الجانب التركي بشكل أو بآخر، إلا أنها استطاعت أن تحصل على هذا الإذن في نهاية المطاف. وتم الحصول على التوقيع اللازم والمعتمد يوم الاثنين الماضي لاستخدام القاعدة الجوية من أجل تحقيق هذا الهدف وهو ضرب التنظيم.

ووفقًا لهذه المجاملة الاستيراتيجية، التي تعتبر أكبر الانجازات التي أقدمت عليها أنقرة من أجل واشنطن في الآونة الأخيرة، يمكن للطائرات بدون طيار المحملة بالأسلحة والصواريخ التي باتت أكثر خطرًا وتأثيرًا من الطائرات الحربية أن تقلع من قاعدة إنجيرليك الجوية والقيام بعمليات قصف جوي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. وفي هذا السياق تم البدء في نقل الأسلحة الفتّاكة الموجودة في عدد ضئيل جدًا من البلدان من أمريكا إلى قاعدة إنجيرليك.

واللافت أن تصريحات الحكومة التركية تجاه تنظيم داعش بدأت تحمل طابعًا أكثر شدة وحزمًا في الفترة الأخيرة خاصة عقب العملية العسكرية التي نفذها الجيش التركي الشهر الماضي لإجلاء الجنود الأتراك من ضريح “سليمان شاه” في شمال سوريا. كما أن أنقرة التي تزيد من دعمها لقوات التحالف بدأت وصف تنظيم داعش بأنه منظمة إرهابية بصورة علنية.

كما وقّعت تركيا موخرًا على اتفاقية مع أمريكا لتدريب وتسليح الجنود الذين يحاربون ضد داعش، إلا أن التصريحات المختلفة التي أدلت بها حكومتا واشنطن وأنقرة تحدث تشتتا في أذهان الجميع.