مدخوله 100 ألف دولار شهرياً و يؤكد أن اللاجئين مستعدون لحفر أنفاق توصلهم إلى أوروبا .. صحيفة ” تلغراف ” البريطانية تحاور طبيباً حلبياً تحول لمهرب بشر في تركيا

أجرت صحيفة “تلغراف” البريطانية لقاء مع طبيب سوري يكنى بـ “أبو محمود”، ترك مهنة الطب في حلب وتحول إلى مهرب للبشر في تركيا، بعد أن فشل هو نفسه بالهجرة لأوروبا في البداية.

وأجرى مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر اللقاء مع أبو محمود في مقهى بمدينة إسطنبول، يجلس فيه يومياً لساعات طويلة ومعه ثلاثة هواتف نقالة يرد من خلالها على الراغبين بالهجرة إلى اليونان وإيطاليا، حتى بات معروفاً من قبل العاملين في المقهى.

ووصل مدخول أبو محمود خلال هذا الشهر لوحده جراء عمليات التهريب، بحسب ما ترجم عكس السير، إلى نحو 100 ألف دولار، وهو رقم أكبر بكثير مما كان يحققه من ممارسة مهنة الطب.

وكان المراسل جالساً معه عندما تلقى مكالمة من إحدى العائلات السورية، تطلب منه تهريبها إلى أوروبا، لكنه رفض مطالباً بتسديد مبلغ 1100 دولار هي مصاريف نقل شقيق لهم إلى أوروبا.

ويقول “أبو محمود” للصحيفة، إن هنالك بعض الصعوبات التي تواجه عمله مثل الشرطة التركية التي تداهم مكتبه مطالبة برشوة مالية لتغض الطرف عن نشاطه، ويضيف أن أكبر مشاكله كانت عندما علم أن اسمه المستعار موجود على قوائم المطلوبين من الانتربول الدولي.

ويقول “أبو محمود”، بحسب ما اطلع عكس السير، إنه كان يعيش بمدينة حلب قبل خروجه منها عام 2012 بالتزامن مع اندلاع معارك بين النظام و الفصائل المعارضة التي سيطرت في النهاية على نصف المدينة، ووجد نفسه مطلوباً من قوات النظام التي أرادت القبض عليه لعلاجه نشطاء ومقاتلين معارضين، وأيضاً من قبل الفصائل المعارضة التي اعتقدت أنه موال لنظام بشار الأسد، على حد تعبيره.

ويشير أبو محمود إلى أنه هرب إلى تركيا ليحاول الوصول إلى أوروبا، هو واثنان من أبناء عمومته، لكنهم كادوا أن يغرقوا، وسبحوا لمدة 11 ساعة قبل انتشالهم من بعض فرق الإنقاذ، ليخفق بعد ذلك في عدة محاولات أخرى.

لكن اتصالاته المكثفة مع المهربين سمحت له بمساعدة السوريين الراغبين بالوصول إلى أوروبا، وكان في البداية يرفض الحصول على أتعاب، لكن مع مرور الوقت بدأ بأخذ عمولة بل وبدأ نشاطه الخاص في تهريب اللاجئين السوريين انطلاقاً من مدينة مرسين، مستغلاً ثقتهم به نظراً لعمله كطبيب سابقاً ، كما أن رحلاته لم تتعرض للغرق ولا مرة حتى الآن، مدعياً أنه أرسل ما يتراوح بين 8 إلى 9 آلاف لاجئ إلى اليونان وإيطاليا خلال العامين الماضيين، على حد زعمه.

وأوضح أن تكلفة الرحلة كانت تصل في مرسين إلى نحو 5 آلاف دولار، إذ أن القوارب التي تقوم بنقل اللاجئين إلى إيطاليا، تستعمل لمرة واحدة فقط.

ولفت “أبو محمود” إلى أنه عندما انتقل لاسطنبول لم يكن يستطيع العمل بمفرده، فعمليات التهريب تسيطر عليها عصابات المافيا التركية، وبات يعمل لديه 15 شخصاً، تتلخص مهمتهم بالعثور على الزبائن ومرافقتهم إلى الساحل.

ويربط أبو محمود ارتفاع معدلات الهجرة حالياً إلى أوروبا بقرار يوناني قضى بفتح الحدود إلى الشمال الأوروبي.

ويوضح أن رحلة اللجوء حالياً تكلف الشخص نحو 1100 دولار، و الوصول لألمانيا يكلف 2000 يورو، لكن الذهاب إلى السويد أو النرويج قد تصل تكلفته إلى نحو 3 آلاف إلى 4 آلاف يورو.

ويؤكد “أبو محمود” للصحيفة موجهاً كلامه للاتحاد الأوروبي “أريد فقط أن تصل هذه الرسالة إلى الاتحاد الأوروبي، اللاجئون سوف يأتون إلى بلادكم حتى لو أغلقتم كل حدودكم، سوف يحفرون الانفاق إن لزم الأمر”.

ويدعو أبو محمود إلى أن تتولى الأمم المتحدة ترتيب أوضاع اللاجئين، فبدلاً من ترك الناس يدفعون أموالاً للمافيا، “ليفتحوا الطريق أمامهم ليدخلوا بطريقة قانونية، لماذا يسمحون للناس بالمخاطرة بأنفسهم و أن يتحولوا لطعام للأسماك؟”.