يبدو أن مدينة أوسنابروك ولجنة تحكيم جائزة إريش ماريا ريمارك للسلام في ورطة، لإصرارهما على منح الجائزة لأدونيس على الرغم من الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها اللجنة في ألمانيا وخارجها.

فقد أعلنت مدينة أوسنابروك تأجيل تسليم الجائزة لأدونيس إلى مطلع العام المقبل 2016 بدلا من العشرين من هذا الشهر كما كان مقررا.

الجهة المانحة للجائزة تقول، بحسب صحيفة الشرق الأوسط، إن التأجيل “ليس بسبب مواقف أدونيس” بل “لأسباب تنظيمية”، حسب بيان لها أصدرته أمس الأربعاء، و”إن التحضيرات لتسليم الجائزة ، بالرغم من كل الجهود المكثفة، لم تكن على المستوى المطلوب”. هذا ما يقوله عمدة المدينة فولفغانغ غريزرت ورئيس جامعة أوسنابروك فولفغانغ لوكه (كلاهما من لجنة التحكيم).

ويعترف رئيس معهد إريش ماريا ريمارك للسلام في أوسنابروك توماس شنايدر بأنهم لم يجدوا حتى الآن “متحاورين مناسبين للتعامل مع نصوص وشخص أدونيس”؛ ربما في إشارة إلى أنهم لم يجدوا من يلقي خطاب التكريم، كما جرت عليه العادة في تسليم الجوائز، نظرا لمواقف أدونيس السياسية.

ويضيف شنايدر أن أدونيس “لم يكن سعيدا بتأجيل تسليم الجائزة، لكننا سنبين له بوضوح أننا لن نتراجع عن قرارنا حول منحه الجائزة”.

وكان الإعلان عن منح جائزة السلام السنوية لمدينة أوسنابروك أثار انتقادات حادة بأوساط مثقفين سوريين وألمان، رأوا أنها ذهبت لشخص خطأ لا علاقة له بالسلام.

وكان الباحث الألماني -ذي الأصل الإيراني- نافيد كرماني عبر في وقت سابق عن رفضه حصول أدونيس على الجائزة.

وكشف كرماني -الحاصل هذا العام على جائزة اتحاد الناشرين الألمان التي تعد أرفع جائزة ثقافية ألمانية- أنه رفض طلبا للجنة تحكيم الجائزة بإلقاء كلمة تكريم لأدونيس عند تسليمه الجائزة.

وانتقد مترجم أعمال أدونيس للألمانية شتيفان فايدنر منح الجائزة الألمانية للشاعر السوري المثير للجدل، وقال فايدنر في تصريحات للصحيفة نفسها التي تحدث إليها كرماني إنه يتفهم حصول أدونيس على جائزة ثقافية، لكنه لا يراه يرقى لمستوى الحصول على جائزة سلام لأن مواقفه معروفة بإثارة الصدامات.

مواضيع متعلقة :

في مقابلة بمناسبة حصوله على ميدالية غوته .. صادق جلال العظم: كيف أناقش أدونيس الذي يصف الأسد بـ “الرئيس المنتخب” و يتهم الشعب السوري بأنه “هاجر” طوعاً