حرب منتظرة بين الحر و الوحدات في الشمال السوري .. تركيا مصرة و أمريكا تتريث و ممر نظامي يصل بين عفرين و منبج

تنذر تطورات الوضع في الشمال السوري بوقوع حرب شعواء بين الجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية (وحدات الحماية الكردية)، في ظل إصرار الطرف الأول بدعم من تركيا على السيطرة على منبج، وإصرار الطرف الثاني بدعم من أمريكا على رفض الخروج منها.

ويوم أمس الأربعاء، أعلن الجيش الحر عن تحرير قريتين بالقرب من بلدة العريمة التي تقع على تخوم منبج.

وقال القائد الميداني في الجيش السوري الحر، محمد خطيب، لوكالة أنباء الأناضول إن قوات المعارضة حررت قريتي “تل تورين” و”قارة” شرقي الباب، وأضاف أن الوحدات الكردية وقوات النظام يتعاونان فيما بينهما.

وأشار إلى أن “داعش يترك القرى ويسلمها لقوات النظام دون اشتباكات”.

وقال شرفان درويش المتحدث باسم مجلس منبج العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية إن قوات الجيش التركي والجماعات المسلحة المتحالفة معها هاجمت قرى يسيطر عليها المجلس.

وتابع أن هناك “هجوما كبيرا جدا لعملية درع الفرات والجيش التركي” على القرى والمناطق التي يسيطر عليها مجلس منبج العسكري، وذكر أسماء ثماني قرى على بعد حوالي 27 كيلومترا غربي منبج، وأضاف “هناك اشتباكات شرسة… وقصف شديد بالمدفعية.”

وردا على تصريحات الرئيس التركي حول منبج قال درويش لوكالة رويترز : “هذه التصريحات مستغربة جدا وكنا نتمنى أن تكون تركيا دولة جارة لا دولة عدوة ونحن قدر الإمكان نحاول أن نضبط أنفسنا ولكن في حال تعرضها لهجوم بالتأكيد فقرارنا هو الدفاع عنها”.

وكانت قوات النظام سيطرت على القرى التي انسحب منها “داعش” أمس الأول، لتصل بذلك إلى مناطق سيطرة الوحدات الكردية، وتقطع الطريق أمام أي تقدم للجيش الحر باتجاه الجنوب الشرقي.

وتعليقاً على ذلك، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية الموالية للنظام، إن “الطريق من العراق بات سالكاً باتجاه حلب ودمشق وباقي المحافظات، على الأقل أمام الشاحنات التجارية، التي تدخل يومياً الأراضي السورية عبر معبري سيمالكا وشنكال في ريف الحسكة الشمالي والشرقي، الخاضعين لسيطرة الوحدات الكردية”.

ونقلت عن طلال سلو الناطق باسم قسد قوله إن “وصول الجيش السوري إلى مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري يعود بالإيجاب على المدنيين من ناحية حرية التنقل والحركة، ويفكّ الحصار الذي كان يفرضه تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية، وأضاف أنهم “سيسهّلون حركة تنقل المدنيين الذين تخلصوا من عمليات التشليح التي كانت تحصل لهم على أيدي ميليشيا قوات الاحتلال التركي في جرابلس وأعزاز”، مستبعداً أن يتم استخدام الطريق لغايات عسكرية بين الطرفين.

وقدم أكبر اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند قائد عسكري أمريكي في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية دفاعا قويا عن المقاتلين الأكراد وأشار إلى اضطلاعهم بدور في الحملة القادمة لاستعادة مدينة الرقة، على الرغم من رفض تركيا.

وقال: “سيكون هناك أكراد يهاجمون الرقة بالتأكيد. عددهم وحجمهم وعدد الوحدات الكردية التي ستشارك… لا أستطيع حقا أن أحدد الآن.”

كما دافع تاونسند بقوة عن مقاتلي الوحدات وقال إنه لم ير أدلة تربط بينهم وبين هجمات على تركيا من شمال سوريا في العامين المنصرمين.

وأضاف “تحدثت إلى قياداتهم ورأينا بعضهم خلال العمليات ويطمئنونا باستمرار إلى أنهم ليست لديهم رغبة في مهاجمة تركيا وأنهم ليسوا مصدر تهديد لتركيا بل يقولون إنهم يريدون أن تربطهم علاقة عمل جيدة بتركيا.”

وعلى عكس ما يقول تاونسند، فإن قوات سوريا الديمقراطية تصف القوات التركية بأنها قوات احتلال، وتصف فصائل درع الفرات بأنهم مرتزقة إرهابيون، فيما يصف الجيش الحر (درع الفرات) الوحدات الكردية بالميليشيات الإنفصالية.

وكان طلال سلو الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية، نفى لقناة روسيا اليوم أن يكون السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين الذي زار مناطق سيطرة “قسد” مؤخراً، قد طلب من قوات سوريا الديمقراطية فتح ممرات لدخول قوات تركية وقوات حليفة لها عبر تل أبيض باتجاه الرقة.

وكانت القناة نفسها هي التي نشرت هذه المعلومة بشكل حصري.

وعلق سلو على ذلك بالقول عبر صفحته في فيسبوك: “لم يطلب منا ولن يكون هناك أي كوريدور ( فتحة ) لا بعرض 20 كم ولا بعرض ( عشرون ) سم .. من تل أبيض باتجاه الرقة للسماح لمرتزقة تركيا .. وتركيا بمواصلة إحتلال المزيد من أراضي سوريا”.