مجلة أمريكية : بشار الأسد قد يبقى في السلطة إلى هذا الوقت .. و الإدارة الأمريكية ستنتظر إخراجه بطريقة تشكل ” تحدياً غير مسبوق ” !

قالت مجلة “نيويوركر” الأمريكية، إنه على الرغم من وفاة ما يقرب من نصف مليون شخص، العشرات منهم قضوا ضحية الأسلحة الكيميائية، في الحرب السورية، إلا أن إدارة ترامب على استعداد الآن بقبول حكم بشار الأسد، حتى الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2021، وذلك وفقاً لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين.

وأضافت المجلة، يوم الإثنين (11/12)، بحسب ما ترجم عكس السير، أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، قال في وقت سابق من شهر تشرين الأول: “إن الولايات المتحدة تريد سوريا كلها موحدة دون دور لبشار الأسد في الحكومة”، وقال للصحفيين “إن عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته، والقضية الوحيدة هي كيف ينبغي تحقيق ذلك”.

وذكر الموقع أن القرار الأمريكي يعكس خيارات الإدارة المحدودة، والواقع العسكري على الأرض، ونجاح حلفاء النظام (إيران وحزب الله) في دعمه.

وفى زيارة مفاجئة لسوريا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين انتصاراً ضد كل من داعش والثوار، المدعومين من الغرب، بحسب المجلة.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أدت الحقائق على الأرض إلى أن تقبل الإدارة الامريكية بأن الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا منذ ما يقرب من نصف قرن، قد يظل في الحكم لمدة تصل إلى أربع سنوات أخرى.

وأضافت المجلة: “منذ تشرين الأول، أدت الإطاحة بداعش، إلى تحويل التركيز الدولي إلى الحرب الأهلية الأصلية، وكيفية إنهائها، ومع انتصار الأسد الذي حققه، كانت جماعات المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة غير فعالة، لقد تحاربوا فيما بينهم وانقسموا إلى فصائل، ولم تظهر أية قيادة قوية منذ ما يقرب من سبع سنوات، منذ اندلاع انتفاضة الربيع العربي عام 2011، وتحولت بعد ذلك إلى حرب أهلية، إلا أن مطلبهم بأن يتنحى الأسد كشرط مسبق للسلام أو الانتقال السياسي، أصبح غير واقعي على نحو متزايد”.

وفي أيامها الأولى، كانت إدارة ترامب تأمل في أن تكون سوريا قضية يمكن أن يحقق فيها التعاون والتوفيق مع روسيا، إلا أن الرئيس الأميركي أصدر في الأول من نيسان، قراراً بضربة عسكرية على قاعدة سورية، كانت تستخدم لإطلاق أسلحة كيميائية في خان شيخون.

وقال ترامب بعد الضربة العسكرية: “قام الأسد باستخدامه غاز الأعصاب القاتل، بإزهاق حياة الرجال والنساء والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، لقد كان موتاً بطيئاً وحشياً بالنسبة للكثيرين”، وأضاف: “حتى الأطفال الجميلون قتلوا في هذا الهجوم الوحشي جداً، لا ينبغي لأي طفل أن يعاني مثل هذا الرعب”.

ولكن نظراً للحقائق السياسية والعسكرية، توصل المسؤولون الأمريكيون الآن إلى أن أي انتقال للسلطة سيعتمد على انتخابات ذات مصداقية تجريها الأمم المتحدة، والحقائق المادية في سوريا اليوم صعبة تماماً، فقد دمرت مساحات واسعة من المدن و المنازل، والمحلات التجارية والمدارس، ومرافق الرعاية الصحية والبنية التحتية مثل شبكات الكهرباء والطرق.

وقد فر أكثر من خمسة ملايين من سكان سوريا، البالغ عددهم نحو 22 مليون شخص، من البلاد، وقال دبلوماسيون إن احتمال إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا سيكون تحدياً غير مسبوق، وسوف يستغرق الأمر أيضاً وقتا لظهور معارضة سورية جديدة وأكثر مصداقية.

وتقول إدارة ترامب إنها ما تزال تريد عملية سياسية تنطوي على احتمال رحيل الأسد، بيد أنها خلصت إلى أنه قد يستغرق الأمر حتى عام 2021، في الانتخابات القادمة.

واعتماداً على نتائج انتخابات الولايات المتحدة المقرر عقدها في عام 2020، يمكن للأسد أن يظل في السلطة بعد ترك ترامب منصبه، وينتاب المسؤولون الأمريكيون القلق في أن الأسد قد يفوز بالانتخابات السورية عام 2021، بطريقة أو بأخرى، ويبقى في السلطة لسنوات طويلة.

وتعليقاً على ما أوردته المجلة، قالت متحدثة الوزارة الأمريكية، هيذر ناورت: “نحن لم نقبل بأي شيء من هذا القبيل، فهذا الأمر (بقاء الأسد أو رحيله) لا تقرره الولايات المتحدة، بل الشعب السوري”.

وشددت على أن بلادها “لاتزال ملتزمة بعملية جنيف، نحن نعتقد أن مستقبل سوريا يجب ألا يشمل بشار الأسد، لكن هذا الأمر في النهاية، عائد للشعب السوري”.