لا يسمح لها بارتداء ملابس قصيرة ويطالبها بارتداء الحجاب .. قصة حب بين لاجئ سوري و فتاة ألمانية تثير جدلاً واسعاً في ألمانيا ( فيديو )

عرضت قناة “كيكا” للأطفال واليافعين، فيلماً وثائقياً، عن علاقة حب تجمع شاباً سورياً لاجئاً، بفتاة ألمانية، وعن الاختلافات الثقافية بين الاثنين.

وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية، الأحد، حول الوثائقي، بحسب ما ترجم عكس السير: “إنها قصة شاب من سوريا وقع في الحب مع أميرة، منذ 14 شهراً، مالفينا وضياء هما الآن حبيبان، ولكن في بعض الأحيان، ليس من السهل جداً أن تقع فتاة ألمانية وصبي عربي في الحب”.

وذكرت الصحيفة أن الوثائقي، تكملة لسلسلة “انظر في عالمي”، والتي بثت في 17 من شهر تشرين الثاني، من عام 2017.

وأشارت إلى أن موضوع البرنامج، يتناول قصة حب بين فتاة ألمانية تدعى “مالفينا”، ولاجئ سوري يدعى “ضياء”، ويتناول الصعوبات الثقافية التي تسببها هذه العلاقة.

ومن هذه الصعوبات على سبيل المثال، أن ضياء، لا يريد لمالفينا، البالغة من العمر 16 عاماً، ارتداء التنانير القصيرة، ولا أن تعانق أفضل صديق لها، ويدعى باسكال، وقال ضياء: “إنها لي وأنا لها، وهذه هي القاعدة عندي”.

أما مالفينا فقد قالت: “لدي مشكلة معه، وهي أنه يتم توجيهي غالباً في اتجاه لا أود أن أتوجه إليه، لا يسمح لي بارتداء ثياب قصيرة، مسموح فقط ارتداء الثياب الطويلة، وهذا يعني أن الملابس المسموح بها فقط إلى الركبة، وهذا كل شيء، وليس أقصر من ذلك”.

وقال ضياء: “لا أستطيع أن أقبل أن تظهر زوجتي بهذا الشكل، وهذا أمر صعب جداً بالنسبة لي، أو للرجال العرب بشكل عام”.

وتحدثت مالفينا عن حل وسط، وقالت: “ضياء أكثر أهمية بالنسبة لي من ارتداء السراويل المثيرة”، ولكن عندما سألها عما إذا كانت سترتدي الحجاب، رفضت مالفينا قائلة: “هذا لا يناسبني”.

وتابعت مالفينا: “ليس لدي الخوف من أن يتم دفعي لارتداء البرقع”، لكن والدتها ما تزال تخاف من ذلك، وقالت: “هذا غير مقبول على الإطلاق”.

وذكرت الصحيفة أن مالفينا توقفت عن تناول لحم الخنزير، لأن ضياء مسلم، وقالت: “قال لي إن لحم الخنزير ليس جيداً، ثم توقفت عن تناوله، وفعلت ذلك من أجله، وهذا لا يزعجني كثيراً”.

وهناك أيضا آراء مختلفة جداً بشأن مواضيع أخرى، وعن ذلك قالت مالفينا: “نحن لا نتفق دائماً حول مواضيع محددة، على سبيل المثال حول موضوع المثليين”.

من ناحية أخرى، يدافع ضياء، الذي يظهر في إحدى اللقطات وهو يصلي، عن فكرته عن الإسلام، قائلاً: “الدين يعطينا القواعد، وعلينا أن نلتزم بها”.

وذكرت مالفينا أنها لا تريد أن تعتنق الإسلام، ولا تريد ارتداء الحجاب، وقالت: “أنا مسيحية ومتحررة”، أما ضياء فقال: “أريد فقط أن أتزوجها بسرعة”.

وانتقد البرلماني الألماني (حزب البديل)، ديرك سبانيل، الوثائقي، وقال على صفحته غب فيسبوك: “إنه دعاية لا تطاق، وخطيرة لوسائل الإعلام الممولة من أموال دافعي الضرائب”.

وأضاف سبانيل أن “الفيلم تلاعب غير مسؤول وتلقين للقاصرين”، كما ربط القصة بحادثة القتل في كاندل، حيث قتلت فتاة تدعى ميا، وتبلغ من العمر 15 عاماً، على يد لاجئ أفغاني.

وذكرت الصحيفة أن ضياء، الذي يمتلك لحية، بدا عمره أكبر من العمر الذي ذكر في البداية.

وقيل في البداية إن ضياء ومالفينا لديهما العمر ذاته، لكن موقع كيكا على شبكة الإنترنت، عدل المعلومات لاحقاً، وذكر أن ضياء عمره 19 عاماً، وقد لوحظ تغيير العمر عبر كلمة “تحديث”، التي تم تغييرها يوم الإثنين، الساعة 17:06.

وأضافت الصحيفة أن الشاب منفتح، و يتحدث الألمانية بشكل جيد، ويشعر بالراحة في وطنه الجديد، ويحضر دورة اللغة الألمانية، حتى يتمكن من الدراسة في الجامعة.

عبر الكاتب والصحفي “أوليفر يانيتش”، عن غضبه من الوثائقي، الذي عرض على قناة الأطفال، وقال إن الأمر لا يدور حول علاقة الحب التي تدور بين الشاب السوري والفتاة الألمانية، بل يدور الأمر حول نشر البروبغاندا على قناة “كيكا” الألمانية، التي يشاهدها الملايين من الأطفال، وبالتالي يأخذون الأمر بشكل إيجابي، عن تطبيع مثل هذه العلاقات.

وبدا الغضب على الصحفي بشكل واضح أثناء نقده للبرنامج، وقال إنه يريد تدخين سيجارة أخرى، لأنه لا يطيق هذا الموضوع، وأضاف: “بمثل هذه البرامج يتم غسل عقول أطفالنا”.