درعا : قصف نظامي روسي مكثف و شهداء و جرحى و تضارب حول تفاصيل المعارك و خريطة السيطرة .. و سيناريو الغوطة يطل برأسه

بثت وسائل إعلام النظام صوراً ومقاطع فيديو، من داخل مدينة بصر الحرير، بريف درعا الشرقي، معلنة السيطرة على المدينة، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام سيطرت على بصر الحرير ومليحة العطش.

وذكر الإعلام الموالي أن قوات النظام والميليشيات الموالية سيطرت على كامل منطقة اللجاة، ومدينة بصر الحرير، التي تفتح الطريق للتقدم في ريف درعا الشرقي، في الوقت الذي نفى ناشطون معارضون في الجنوب السوري ذلك.

وذكرت مصادر عسكرية معارضة أن قوات النظام تمكنت من دخول الحي الشرقي في المدينة، فيما تدور معارك عنيفة على أطرافها، وسط اشتباكات ومحاولات تقدم على جبهة اللجاة، ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة.

ونعت مصادر إعلامية موالية أحد عشر قتيلاً للنظام بينهم أربع ضباط في المعارك الدائرة على جبتهي اللجاة وبصر الحرير، معظمهم ينحدرون من ريف طرطروس، إضافة للعميد سامر فايز المحيثاوي، الذي ينحدر من قرية المزرعة في السويداء.

وتحاول قوات النظام التقدم على جبهة بخط يبلغ طوله حوالي أربعين كيلو متراً، من قرى سكاكا جنوباً إلى الشومرة في الشمال، في محاولة لتكرار سيناريو الغوطة الشرقية، المتمثل بتقسيم المنطقة إلى قطاعات صغيرة، تسهل السيطرة عليها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رصد تنفيذ الطائرات الحربية لغارات مستهدفة مناطق في الريف الشمالي الغربي لدرعا، حيث استهدفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة نوى وأماكن أخرى في بلدتي الشيخ سعد وعدوان، بالتزامن مع غارات استهدفت بلدة إبطع، بالريف الشمالي لدرعا، في أولى غارات على هذين الريفين منذ نحو عام، قبيل بدء تطبيق اتفاق خفض التصعيد في تموز 2017.

وتسبب القصف بسقوط عدد كبير من الجرحى، واستشهاد 4 مدنيين على الأقل، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة درعا.

وأكد المرصد أن “الطائرات استهدفت خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل في المدينة، بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر في مدينة درعا وأطرافها، وفي محيط القاعدة الجوية الواقعة في جنوب المدينة”.

كما تم رصد تنفيذ الطائرات الحربية مزيداً من الضربات مستهدفة أماكن في الحراك وناحتة وريف درعا الشرقي، لترتفع إلى أكثر من 139 عدد الغارات التي استهدفت الريف الشرقي لدرعا منذ فجر الثلاثاء.

وكان المرصد قال صباح الثلاثاء إن النظام سيطر على “كامل بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش الاستراتيجيتين والواقعتين بالقطاع الشرقي من ريف درعا، حيث مكنته هذه السيطرة من وصل مدينة ازرع بمحافظة السويداء، بالإضافة لعزل الريف الشمالي الشرقي لدرعا، ولا يعلم حتى اللحظة فيما إذا كانت المناطق الواقعة شمال بصر الحرير لا يزال فيها مقاتلين من الفصائل، وجاءت عملية السيطرة هذه بغطاء ناري مكثف خلال الأيام القلية الماضية من مئات الضربات الجوية من قبل الطائرات الروسية والطائرات المروحية، بالإضافة للقصف الصاروخي العنيف بمئات الصواريخ والقذائف”.

وكانت قوات النظام تمكنت يوم أمس الاثنين من تحقيق المزيد من التقدم داخل منطقة اللجاة، وتوسعة سيطرتها لسبع قرى، إذ تسعى قوات النظام لفرض سيطرتها على كامل المنطقة، الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا، بحسب المرصد.

ونزح 45 ألف شخص جراء التصعيد الأخير، وفق ما قالت متحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة الثلاثاء.

وقالت ليندا توم وهي متحدثة باسم المكتب في دمشق: “شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة”، مضيفة “لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا”.

وأوضحت توم أن النازحين يفرون بشكل أساسي من ريف درعا الشرقي، ويتوجهون بغالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن جنوباً.

وحذرت الأمم المتحدة سابقاً من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية التي تشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وقد أعلن الأردن قبل يومين عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.