في مدينة ألمانية .. احتفاء بسوري عثر على مبلغ مالي ضخم و رده إلى مالكته

عثر لاجئ سوري على مبلغ مالي ضخم وسلمه إلى مالكته، في مدينة ألمانية.

وقالت صحيفة “كولنر شتات آنتسايغر“، السبت، بحسب ما ترجم عكس السير، إن امرأةً من مدينة بيرغيش غلادباخ، بولاية شمال الراين فيستفاليا، فقدت حقيبتها التي كان فيها 9000 يورو، فعثر عليها رجل أمين، وأعادها إليها.

والسوري أحمد إدلبي، وصل إلى ألمانيا في عام 2015 كلاجئ، ولم يكن حينها يملك اي شيء بحوزته.

وذهب أحمد، يوم السبت قبل الماضي، للتسوق كالمعتاد من فرع سوبر ماركت “ليدل”، في شارع “مولهايمر شتراسه”، وعندما عاد ليستقل دراجته، لاحظ حقيبة يد نسائية بنية اللون معلقة على شجرة، ففكر في نفسه أن امرأةً ما فقدتها، وظل يحرس الحقيبة الضائعة لمدة نصف ساعة، لكن المالكة لم تأتي.

وعندما ألقى نظرةً على محتويات الحقيبة، شعر بالصدمة، حيث رأى الكثير من حزم الأوراق النقدية، وقال أحمد إدلبي: “لم أكن أعرف ماذا أفعل، لقد كان عبئا كبيرًا بالنسبة لي، لأنني أصبحت مسؤولًا عن تلك الحقيبة”، ولم تكن لديه سوى فكرة واحدة، تتلخص بقوله: “يجب أن يكون المال في مكان آمن على الفور”، ولهذا السبب، استقل دراجته وعاد بسرعة إلى منزله لتخزين الأشياء الثمينة في شقته المكونة من غرفة واحدة في حي “هاند”، ثم قام بالاتصال بمرفق السكن الجماعي للاجئين الذي تتم إدارته من قبل منظمة الصليب الأحمر الألمانية، بصفته مقيمًا سابقًا فيه منذ سنوات عديدة.

وقال محمد عبيد من المنظمة، وهو نائب مدير السكن الجماعي: “في البداية لم نصدق القصة بشكل كامل”، لكن اتضح أن الحقيبة تحتوي بالفعل على 9000 يورو ومحفظة بها وثائق، وهذا ما سهل الوصول إلى المالكة، وهي سيدة مسنة.

وبعد يوم واحد من تلقيها الخبر السعيد، جاءت المالكة إلى السكن الجماعي برفقة ابنتها.

وكانت ابنة المرأة المسنة قد تخلت منذ فترة طويلة عن أي أمل في العثور على الحقيبة، لأن والدتها فقدتها يوم الإثنين قبل أسبوعين، وكل محاولات العثور على الحقيبة باءت بالفشل.

ومن غير المعروف سبب حمل المرأة المسنة ذلك المبلغ الضخم من المال في حقيبتها.

وشكرت الأم وابنتها الرجل السوري الأمين، وتم منحه مكافأة من يعثر على شيء مفقود، وفقاً لما ينص القانون الألماني، وأظهر أيضاً موظفو الصليب الأحمر الألماني احتراماً كبيراً للرجل، وقالت أنيته فايستل، من المنظمة: “نحن معجبون جدًا بأمانته”، في حين قال محمد عبيد: “لا أعرف عدد الأشخاص الذين كانوا سيتصرفون على النحو الذي قام به أحمد”.

بدوره، اعتبر أحمد أن ما قام به بديهي تماماً، فهو نشأ بهذه الطريقة، “ما لا يكون ملكك، يجب رده.. هذا ما سأقوم به في كل مرة أجد فيها شيئا مفقوداً”.